تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: اطلبوه واقتلوه

          947- (نتَضَحَّى) أي نتَغَدَّى، والأصلُ أنَّ العربَ كانوا يَسِيْرُوْنَ في ظَعَنِهِمْ، فإذا مرُّوْا بلُمْعةٍ من الأرض فيها كلَأٌ وعُشبٌ قال قائلهم: ألا ضَحُّوْا رُوَيْداً: أي ارْفُقُوْا بالإبلِ حتى تَتَضَحَّى؛ أي تنالُ من هذا المرعى، ثم وُضِعتْ التضحيةُ مكان الرِّفْقِ لرِفقهم بالمالِ في ضَحَائها لتصلَ إلى المنزلِ، وقد شبِعَتْ، وصَار ذلك أيضاً أن يُقالَ لكلِّ من أكلَ من وقتِ الضُّحى هو يَتضحى؛ أي يأكلُ في هذا الوقتِ.
          (الطَّلَقُ) قَيْدٌ من جُلُوْدٍ، وكل حبلٍ مفتولٍ / طَلَقٌ بفتحِ اللامِ، وفي روايةٍ أُخرى: «فَانْصَدَعَ طَلَقاً مِنْ حَقْبِهِ» يعني من حقبِ البعيرِ، والحَقَبُ حبلٌ يُشدُّ في الرَّحْلِ على بطنِ البعيِر مما يلي [الثَّيلَ] فإن أصاب ذلك الحَقَبَ [ثيلَهُ] احتبسَ بولهُ، يُقال: حقِب البعير يحقُب أي أصابه الحقَبُ.(1)
          (والجُّعْبَةُ) السِّهَامُ التي يُجعُل فيها، ويُقالُ الكِنَانَةُ والوَقْضَةُ، وجمعهُ أَوْقَاضٌ، وفي روايةٍ أُخرى: فانصدعَ طلقاً من حقبهِ، يعني من حقبِ البعيرِ.
          (اخْتَرَطْتُ السَّيْفَ) سَلَلْتُهُ.


[1] وقع في الأصل من «غريب الجمع» تقديمٌ وتأخيرٌ في العبارة، وبياضٌ استدركناه من المعاجم، والثَّيل: هو وِعاء قَضِيب البعيرِ، وقيل: هو القضيب نفسه.