تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: قضى النبي بالغرة عبد أو أمة

          2917- (أَمْلَصَتِ المَرْأَةُ) رمتْ بولدِهَا إِملاصاً، وأملصَ الشيءُ من يَدِي: أَفْلَتَ، ومَلِصَ الرِّشَاءُ يَمْلَصُ، وكلُّ ما زَلِقَ من اليدِ فقد مَلِصَ يَملَصُ مَلْصاً، يُقالُ: أَمْلَصَتْ بهِ أُمُّهُ وأزلقَتْ وأسهَلَتْ وخطأت بهِ، بمعنى واحدٍ.
          (غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ) قالَ أبو عُبَيْدٍ الغُرَّةُ: عبدٌ أو أمةٌ، أي أنه عنَى بالغُرَّةِ الجسمَ كُلُّهُ، وقيلَ: الغُرَّةُ عندَ العربِ: أحسنُ شيء يُمْلَكُ، وقالَ الأزهريُّ: لم يقصِدْ النبيُّ صلعم إلا جِنْساً من أجناسِ الحيوانِ وهو قولهُ: عبدٌ أو أمةٌ، وكانَ أبو عمرِو بن العلاءِ يقولُ في تفسيرِ غُرَّةٍ: الجنسُ الذي لا يكونُ إلا الأبيضَ من الرَّقيقِ، ومن الفُقهاءِ من يقولُ: إن الغُرَّةَ من العبيدِ الذي يكونُ ثمنُهُ عُشْرُ الدِّيَةِ.
          وفي بعضِ رواياتِ الجنينِ: (وَمِثْلُ ذَلِكَ بَطَلَ)، أي يَبْطُلُ، والطَّلُّ: إبطالُ الدِّياتِ، يُقالُ: طُلَّ دَمُهُ وأُطِلَّ وأَطَلَّهُ اللهُ، أي أهدرَهُ وأبطلَهُ، ولا يُقالُ طَلَّ بفتحِ الطاءِ قالهُ أبو زيدٍ، وقال الكسائيُّ: طَلَّ الدَّمُ بِنَفْسِهِ.