تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: يا مغيرة خذ الإداوة

          2909- (الأَدَاوَةُ) إناءٌ كالرَّكوةِ وكنَحوِها.
          اشتقاقُ الوُضوءِ من الوَضَاءَةِ وهي الحُسْنُ، ثم صارَ التنظيفُ بالماءِ نوعاً من الحُسْنِ، والوضوءُ في الشريعةِ الذي تُستَباحُ به الصلاةُ: هو جميعُ ما وردَ النصُّ بالإتيانِ به لها، وقد اخْتُلِفَ في فتحِ الواوِ وضَمِّهَا: فعندَ جماعةٍ من أهلِ اللغةِ أن الوَضوءَ الذي يُتَوضَّأُ بهِ، وقيلَ: الوُضوءُ بالضمِّ مصدرُ وَضُؤَ يَوْضَؤُ وَضَاءَةً ووُضُؤاً، وقيلَ: الوُضُوْءُ بالضمِّ التَّوضُّؤُ وهو مصدرٌ، وبالفتحِِ اسمُ مايُتَوضَّأُ بهِ، والمِطْهَرَةُ: المِيْضَأَةُ التي يُتَوَضَّأُ بها مفعَلَةٌ من ذلك. قالَ أبو بكرٍ: فمعنى تَوَضَّأَ: تَنَظَّفَ وتحسَّنَ على الوَجْهِ الذي أُمِرَ به، أُخِذَ من الوضاءةِ وهي النظافةُ والحُسْنُ، ويُقالُ: وجهٌ وَضيءٌ، أي حَسَنٌ، من أوجهٍ وُضَاءٍ، وقد وَضُؤَ وَجْهُ الرَّجلِ يُوْضَؤُ وَضَاءَةً، وقد حكينا آنفاً قولَ من قالَ: إن الوُضوءَ بضمِّ الواو الفعلُ، والوَضوءُ بالفتحِ اسمُ الماءِ الذي يُتوضأُ به، وكذلكَ قال: السُّحُوْرُ بضمِّ السينِ الفعلُ، والسَّحُوْرُ بفتحِ السينِ اسمُ ما يُتَسَحَّرُ بهِ، والوَقُوْدُ: اسمُ الحطبِ، والوُقُوْدُ: التَّلَهُّبُ، ومنهم من أجازَ أن يكونَ الوَضوءُ والسَّحورُ والوَقودُ بالفتحِ مصادرٌ، واختارَ ابنُ الأنباريِّ الأولَ. /
          (وَأَهْوَيْتُ لِأَنْزَعَ خُفَّيْهِ) أي مِلتُ، ويُقالُ: انطلقَ يَهْوِي، أي يُسْرِعُ.
          (التَّبَرُّزُ) خرَجَ وظهَرَ وبرزَ من بينِ البيوتِ قِبَلَ الغائطِ، وهو المطمئَنُ من الأرضِ الذي يمكنُ الاستتارُ فيه لقضاءِ الحاجةِ، ثم صارَ الغائطُ كنايةً عن قضاءِ الحاجةِ.
          (يَغْبِطُهُمْ بِذَلِكِ) أي يُحَسِّنُ لهم ذلكَ، والغِبطةُ: حُسنُ الحالِ، وغَبَطتُ الرَّجلَ وغَبَّطتُهُ، أي حسَّنْتُ له ما فعلَ ومدَحْتُهُ عليهِ.