التوشيح على الجامع الصحيح

باب كيف يقبض العلم

          ░34▒ (مَا كَانَ) زاد الكُشْمِيهنيُّ: «عندك» أي: في بلدك.
          (فَاكْتُبْهُ) يُستفاد منه: ابتداء تدوين الحديث النَّبويِّ، وكانوا قبل ذلك يعتمدون على الحفظ، فلمَّا خاف عمر بن عبد العزيز، وكانوا على رأس المائة الأولى من ذهاب العلم بموت العلماء رأى أنَّ في تدوينه ضبطًا له وإبقاء.
          قلت: ويمكن أن يكون ذلك من جملة وجوه كونِه جَدَّدَ الدِّين على رأس المائة، وكذلك الشَّافعيُّ على رأس المائة الثَّانية؛ لأنَّه دوَّن من العلم ما لم يُسبق إليه، وكذلك ابن سريج على رأس المائة الثَّالثة، فإنَّ له أربعمائة مصنَّف، ويكون هذا هو السِّرُّ في تعيين الأئمة هؤلاء دون من كان في عصرهم من كبار الأئمة المجتهدين.
          (وَلاَ يُقْبَلْ... إلى آخره) قيل: هو من كلام البخاريِّ، وقيل: من تتمَّة كلام عمر، وهو بضمِّ الياء التَّحتيَّة.
          (حَتَّى يُعَلَّمَ): بضمِّ أوَّله وتشديد اللَّام، وللكُشْمِيهنيِّ بالفتح والتَّخفيف.
          (يَهْلِكُ): بكسر اللَّام.
          (حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ): لم يقع وصل هذا التَّعليق عند الكُشْمِيهنيِّ ولا كريمة ولا ابن عساكر.