التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي

          63- (حدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ) بفتح الفاء.
          (ابْنِ أَبِي نَمِرٍ) بنون مفتوحة وميم مكسورة.
          (ظَهْرَانَيْهِمْ) بفتح النون: لمن كان بينهم، وهو مما أريد به بلفظ التثنية معنى الجمع.
          (فَقَالَ الرَّجُلُ: ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ) هو بفتح الهمزة والنون على النداء المضاف لا على الخبر ولا على الاستفهام، بدليل قوله ╕ بعد: (قَدْ أَجَبْتُكَ)، ورواية أبي داود: «يا ابن عبد المطلب».
          (أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ) هو بفتح الهمزة وضم الشين المعجمة، أي: أسألك.
          (آللَّهُ) بالمد مع الرفع.
          (أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ) بالنون عند الأصيلي، ولغيره بالتاء، قال القاضي: والأول أوجه.
          (فَتَقْسِمَهَا) بفتح التاء، ولم يسأله عن الحج؛ لأنَّه كان معلومًا عندهم من شريعة إبراهيم ◙ . (1)
          (مَنْ وَرَائِي) بفتح الميم.
          (مِنْ قَوْمِي) بكسرها.


[1] قال ابن حجر رحمه الله: وأغرب ابن التين فقال: إنما لم يذكره؛ لأنه لم يكن فرض. وكأن الحامل له على ذلك ما جزم به الواقدي ومحمد بن حبيب أنَّ قدوم ضمام كان سنة خمس فيكون قبل فرض الحج، لكنه غلط من أوجه، أحدها: أنَّ في رواية مسلم أن قدومه كان بعد نزول النهي في القرآن عن سؤال الرسول، وآية النهي في المائدة، ونزولها متأخر جدًا. ثانيها: أنَّ إرسال الرسل إلى الدعاء إلى الإسلام إنَّما كان ابتداؤه بعد الحديبية، ومعظمه بعد فتح مكة. ثالثها: أنَّ في القصة أن قومه أوفدوه، وإنما كان معظم الوفود بعد فتح مكة. رابعها: في حديث ابن عباس أن قومه أطاعوه ودخلوا في الإسلام بعد رجوعه إليهم، ولم يدخل بنو سعد _وهو بن بكر بن هوازن_ في الإسلام إلَّا بعد وقعة حنين، وكانت في شوال سنة ثمان كما سيأتي مشروحًا في مكانه إن شاء الله تعالى، فالصواب أنَّ قدوم ضمام كان في سنة تسع، وبه جزم ابن إسحاق وأبو عبيدة وغيرهما، وغفل البدر الزركشي فقال: إنما لم يذكر الحج لأنه كان معلومًا عندهم في شريعة إبراهيم انتهى. وكأنَّه لم يراجع صحيح مسلم فضلًا عن غيره.