التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن

          115- (وَعَمْرٍو) يعني ابن دينار، والقائل ذلك هو ابن عيينة؛ فيكون مجرورًا عطفًا على معمر، يريد البخاري أن ابن عيينة يقول: عن معمر وعمرو بن دينار ويحيى بن سعيد القطان (1) عن الزهري.
          (فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ) قال القاضي: أكثر الروايات بخفض (عاريةٍ) على الوصف للمجرور بـ(رُبَّ)، وقال غيره: الأولى الرفع خبر مبتدأ مضمر، أي: هي عارية، وقال السهيلي: الأحسن عند سيبويه الخفض على النعت؛ لأن (رُبَّ) عنده حرف جر تلزم صدر الكلام، ويجوز الرفع كما تقول: رُبَّ رجل فاعل، على إضمار مبتدأ، والجملة في موضع النعت، أي: هي عارية، والفعل الذي تتعلَّق به (رُبَّ) محذوف، واختار الكسائي أن تكون (رُبَّ) اسمًا مبتدأ والمرفوع خبرها، وإليه كان يذهب شيخنا ابن الطراوة، انتهى.


[1] قال محب الدين البغدادي: ليس القطان؛ بل هو الأنصاري لأن القطان لم يرو عن الزهري ولا لقيه، فالصواب أنَّه يحيى بن سعيد الأنصاري، وقد صرح به مالك في «الموطأ». اهـ. وقال ابن حجر رحمه الله: قوله: (القطان) وهم قبيح، وإنَّما هو الأنصاري، والقطان لم يسمع من الزهري شيئًا، وقد روى هذا الحديث مالك في «الموطأ» عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن الزهري ومالك، لم يرو عن يحيى بن سعيد القطان شيئًا.