التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته

          86- (الْغَشِيُّ) بكسر الشين وتشديد الياء، وروي بإسكان الشين، وهما بمعنى، يريد الغشاوة وهي الغطاء، وروي بعين مهملة، قال القاضي: وليس بشي.
          (حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ) يجوز فيهما الفتح والرفع والجر.
          (مثل أو قريب) هو بغير تنوين في المشهور في البخاري، ولبعضهم «مثلًا أو قريبًا» بتنوينهما، وقال القاضي: الأحسن تنوين الثاني وتركه في الأول، ووجَّهه ابن مالك بأن أصله: مثل فتنة الدجال أو قريبًا منها، فحذف ما أضيف إلى (مثل) وترك على هيئته قبل الحذف، وجاز الحذف لدلالة ما بعده.
          وقال أبو البقاء: «قريبًا» منصوب نعتًا لمصدر محذوف، أي: إتيانًا قريبًا من فتنة الدجال، / ولذلك قال: «أو مثل»، فأضافه إلى الفتنة.
          (قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ) هي بكسر (إن) مخففة من الثقيلة، ولزمت اللام للفرق بينها وبين النافية، وحكى السَّفاقُسِي فتح (أن) على جعلها مصدرية، أي: علمنا كونك موقنًا، وردَّه بدخول اللام.
          ثم قيل: المعنى: إنك موقن كقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ}[آل عمران:110] أي: أنتم، قال القاضي: والأظهر أنَّها على بابها، والمعنى أنك كنت موقنًا.
          (لاَ أَدْرِي أَيَّ) بنصب (أيَّ).