التعديل والتجريح

عبد الله بن وهب بن مسلم

          865- عبدُ اللهِ بن وهبِ بن مسلمٍ، أبو محمَّدٍ، مولى ابن زَمانةَ، ويُقال: مولى بني فِهْرٍ، القرشيُّ المصريُّ.
          أخرجَ البخاريُّ في الإيمانِ والعلمِ والصَّلاةِ وغير موضعٍ عن سعيدِ ابن أبي مريمٍ وسعيدِ بن عُفيرٍ وعثمانَ بن صالحٍ وأحمدَ بن عيسى وأحمدَ _غير منسوبٍ_ عنهُ، عن مالكٍ وابنِ جُريجٍ والثَّوريِّ ويونسَ ويعقوبَ بن عبدِ الرَّحمنِ الزُّهريِّ وعمرِو بن الحارثِ.
          قال عبدُ الرَّحمنِ بن أبي حاتِمٍ: قلتُ لأبي: ابن وهبٍ أحبُّ إليكَ أو عبدِ الله بن نافعٍ؟ قال: ابنُ وهبٍ، قلتُ: ما تقولُ في ابنِ وهبٍ؟ قال: صالحُ الحديثِ صدوقٌ، وهو أحبُّ إليَّ من الوليدِ بن مسلمٍ وأصحَّ حديثًا منهُ بكثيرٍ، وسمعتُ أبا زُرْعَةَ يقولُ: نظرتُ في نحوِ ثمانينَ ألفًا من حديثِ ابن وهبٍ بمصرَ، وغير مصرَ ما أعلمُ أني رأيتُ حديثًا له لا أصلَ لهُ، وهو ثقةٌ.
          قال عبدُ الرَّحمنِ بن أبي حاتِمٍ: سمعتُ أبا زُرْعَةَ يقولُ يحيى بن بكيرٍ(1) يقولُ: ابنُ وهبٍ أفقهُ من ابن القاسمِ.
          قال أبو بكرٍ: سمعتُ ابنَ مَعِيْنٍ يقولُ: عبدُ اللهِ بن وهبٍ ثقةٌ.
          قال عليُّ بن المدينيِّ: دفعَ إليَّ ابنُ وهبٍ كتابَ عمرِو بن الحارثِ، وقال: أقرأهُ عليكَ فلم أردْ لرِدَاءَةَ أخذِهِ وكان يجلسُ إلى سفيانَ، وكان معهُ غلامٌ له أسودُ وسفيانُ يقرأُ عليهِ وهو ناحية، وربَّما لأيامٍ، فإذا فرغوا قال لغلامِهِ: انْسَخْهَا.
          قال البخاريُّ: وقال أحمدُ بن صالحٍ: ماتَ عبدُ الله بن وهبٍ سنةَ سبعٍ وتسعينَ ومائةٍ.
          وقال أحمدُ بن عليِّ بن مسلمٍ: حدَّثنا أبو عبيدِ الله ابن أخي وهبٍ قال: ماتَ ابن وهبٍ في شعبان لخمسٍ بقينَ منهُ، وكان مولدُهُ سنةَ خمسٍ وعشرينَ وفيها ماتَ ابنُ شهابٍ.
          قال أحمدُ بن عليِّ بن مسلمٍ: حدَّثنا أبو عبيدِ الله ابن أخي بن وهبٍ عن ابن وهبٍ قال: دخلتُ المسجدَ فإذا النَّاسُ مُزدحمونَ على ابن سمعانَ، وإذا هشامُ بن عروةَ جالسٌ، فقلتُ: أسمعُ من هذا وأشيرُ إليهِ فلما فرغتُ قامَ فأتيتُ منزلَهُ، فقالوا: عن ابن وهبٍ هو راقدٌ، فقلتُ: أحجُّ وأرجعُ فرجعتُ وقد ماتَ.


[1] في المخطوط: «سعيد بن بكير» وهو خطأ، والتصويب من كتب التراجم.