شرح نظم ثلاثيات البخاري

المقدمة

          ♫(1)
          (2)قال الشَّيخ الإمام العالم العلَّامة فريد الدَّهر ووحيد العصر مفتي الأنام وبركة المسلمين والإسلام أبو عبد اللَّه محمَّدٌ شمس الدِّين ابن أبي البركات، زين الدِّين عبد الدَّائم البرماويُّ ☼ ونفع به وبعلومه وأسكنه بحبوحة جنَّته آمين آمين آمين(3):
          الحمد لله ربِّ العالمين وصلواته وسلامه على سيِّدنا محمَّدٍ وآله وصحبه أجمعين.
          وبعد: فلمَّا كان أصحَّ كُتبِ حديث(4) النَّبيِّ صلعم على الإطلاق كتابُ الإمام أبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاريِّ الجُعْفِيِّ، وكان أعلى ما فيه من الأسانيد ما كان ثلاثيًّا(5)، وهو ما يكون بين البخاريِّ وبين النَّبي صلعم فيه ثلاثةٌ، وكانت محصورةً في اثنين وعشرين حديثًا منه(6)، ومدارها على خمسة أسانيد رأيت أنْ أنظمها مبيَّنةً في أبياتٍ من الرَّجز ليسهل حفظها وتيسير(7) ضبطها، أرجو بذلك الثَّواب من الكريم الوهَّاب، ثمَّ أشرح ذلك موضِّحًا لتكميل(8) الفائدة، أستمْطر(9) من الله تعالى عوائِدَه، فقلت مستعينًا بالله ╡:
قَالَ مُحَمَّدٌ هُوَ الْبَرْمَاوِيُّ                     إِنَّ رِوَايَاتِ الْبُخَارِيِّ اللَّائِي
أَتَتْ ثُلَاثِيَّاتِ الاسْنَادِ انْتَهَتْ                     لِاثْنَينِ مَعَ عِشْرِينَ فِي عَدٍّ زَكَتْ
وَانْحَصَرَتْ جُمْلَتُهَا فِي خَمْسَةِ                     مِنَ الْأَسَانِيدِ بِالاِسْتِقْرَا وَتِي(10)
أَحَدُهَا الْمَكِّيُّ عَنْ يَزِيدِ                     أَعْنِي بِهَذَا ابْنَ أَبِي عُبَيدِ
عَنِ ابْنِ الْأَكْوَعِ الصَّحَابِيْ سَلَمَةْ                     فِي وَاحِدٍ وَعَشْرَةٍ مُسَلَّمَةْ
وَالثَّانِي كَالْأَوَّلِ مَعَ تَبْدِيلِ                     مَكِّيٍّ الْمَذْكُورِ بِالنَّبِيلِ
أَعْنِي أَبَا عَاصِمِ بْنَ مَخْلَدِ                     فِي سِتَّةٍ مِنَ الْأَسَانِيدِ اعْدُدِ
وَالثَّالِثُ الْمَرْوِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ                     أي ابْنِ عَبْدِ اللهِ الانْصَارِي اسْنِدِ
ذَا عَن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنْسْ                     ثَلَاثَةٌ يَعُدُّهَا مَنِ اقْتَبَسْ
رَابِعُهَا فِي وَاحِدِ مَرْوِيُّ                     عِصَامُ بْنُ خَالِدِ الْحِمْصِيُّ
عَنِ ابْنِ عُثْمَانَ حَرِيزٍ حَدَّثَا                     عَنِ ابْنِ بُسْرٍ الصَّحَابِي أَثْبِتَا
خَامِسُهَا خَلَّادٌ بْنُ يَحْيَى                     عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ يَلِيهِ وَلْيًا
عَنْ أَنَسٍ بَدَا حَدِيثًا مُفْرَدا                     كَمَا الَّذِي مِنْ قَبْلِهِ فَاجْتهِدَا
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَلْهَمَا                     لَهُ مِنَ التَّمَامِ فِيمَا نُظِمَا


[1] في الأصل: بياضٌ قدر ثلاث كلماتٍ، ثمَّ يتبيَّن قوله: ((بها عليَّ)). زاد في(ك): ((عونك ربي فامنن به عليَّ))
[2] قال في حاشية(ك): من دون أن يشير إلى موضعه:
من بعد حمد الله ذي الآلاء قال محمَّدٌ هو البرماويُّ
روى البخاريُّ ثلاثيَّاتِ اثنين مع عشرين مع ثقاتِ
في خمسةٍ من الأسانيد لها دورٌ فخذ تفصيلها منتبهاً. أحدها: )) .
[3] يُنْظَرُ على سبيل المثال (التَّاريخ الكبير للبخاريِّ، 3/189)
[4] في(ظ) و(ي): ((أحاديث)).
[5] في(ظ) و(ي): ((ما كان ثلاثيات)).
[6] قوله: ((منه)) ليس في (ع)).
[7] ينظر على سبيل المثال: تهذيب الكمال (7/355) وسير أعلام النُّبلاء (6/302).
[8] في (ع): ((موضحاً له ومكملاً)) في(ظ) و(ك) و(ي): ((موضحاً له لتكميل)).
[9] زاد في (ع): ((بها)).
[10] في(ظ) و(ي): ذكر مكان الأبيات الثلاث الأولى أبيات أخرى وهي:
من بعد حمد الله ذي الآلاء قال محمَّدٌ هو البرماويُّ
روى البخاريُّ ثلاثيَّاتِ اثنين مع عشرين عن ثقاتِ
في خمسةٍ من الأسانيد لها فخذ تفصيلها منتبهاً. قال في حاشية (ي) عند
(فخذ): فيه نقص ولعله فخذ إذاً، أو فخذ أخي.