روح التوشيح على الجامع الصحيح

باب قول النبي: إنما الكرم قلب المؤمن

          ░102▒ [بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم: (إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ).]
          (إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ): أي: هو أحقُّ بهذا الاسم، فللبزَّار: اسم الرَّجل المؤمن في الكتاب: الكَرْم / ، من أجلِ ما أكرمه الله به على خلقه.
          قال ((طب)): أراد بنهيه: تأكيد تحريم الخمر بمحو اسمها، ونفي تبقية هذا الاسم تقريراً لما كانوا يتوهَّمونه من كرم شاربها، فنهى عن تسميتها كرماً، وإنَّما الكرم قلبُ المؤمن لما به من نورِ الإيمان، وهدي الإسلام.
          وابن الأنباريِّ: سمُّوا العنب كرماً إذ خمَّرته تحثُّ شاربها على سخاء، وتأمره بمكارمِ الأخلاق حتَّى قال شاعرهم:
والخمر مشتقة المعنى من الكرم
          فنهى الشَّارع عن هذه التَّسمية قطعاً لما قالوه، وجعلَ المؤمنَ الَّذي يتَّقي شُربها أحقَّ بهذا الاسم.