روح التوشيح على الجامع الصحيح

[كتاب الأذان]

          ░░10▒▒ [كتاب الأذان]
          ░1▒ (بابُ الأَذَانِ): وردت أحاديث على أنَّه شُرع بمكَّة قبل الهجرة لكنَّها ضعيفةٌ، وقد جزمَ ابن المنذر بأنَّه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كان يصلِّي بلا أذان منذ فرضت الصَّلاة إلى أن هاجرَ إلى المدينة، وإلى أن وقع التَّشاور فيه.
          فالرَّاجح أنَّه شُرع بالسَّنة الأولى أو الثَّانية، وأخرج أبو الفتح عن ابن عبَّاس: أنَّ فرضَه نزل مع قوله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} [الجمعة:9] إلخ.
          قال الكرمانيُّ: عدَّى: {نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} [المائدة:58] بإلى، وفي {نُودِيَ لِلصَّلَاةِ} بلام؛ لأنَّه أريد بالأوَّل معنى الانتهاء، وبالثَّاني الاختصاص وصلات الأفعال تختلف بحسبِ مقاصدِ الكلام.
          و((قر)) و((جط)): الأذان على قلَّة ألفاظه مشتملٌ على مسائل العقيدة، ومن أغربِ ما وقعَ ببدئه ما رواه أبو الشَّيخ بسند به مجهول عن عبد الله بن الزُّبير قال: أُخِذ الأذان من أذان إبراهيم {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الحج:27]...إلخ، فأذَّن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.
          وما رواه أبو نعيمٍ بسند به مجاهيل عن أبي هريرة مرفوعًا: (أنَّ جبريلَ نادى بالأذان لآدم حين أهبطَ من الجنَّة)، وبأحمد: (أوَّل من أذَّن بالصَّلاة جبريل).
          قلت: فانظر شرح محمَّد واللِّسان.