روح التوشيح على الجامع الصحيح

باب شهود الملائكة بدرًا

          ░11▒ (بابُ شُهُودِ الْمَلاَئِكَةِ بَدْراً): قال السُّبكيُّ: سئلت عن الحكمة في قتالِ الملائكة معه صلى الله تعالى عليه بآله وسلم مع أنَّ جبريلَ قادرٌ على أن يرفعَ الكفَّار بريشةٍ من جناحيه؟ فقلت: وقع ذلك لإرادة أن يكون الفعل له صلى الله تعالى عليه بآله وسلم ولأصحابه، وتكون الملائكة مدداً على عادة مدد الجيوش وغاية لعروض الأسباب وسنَّتها الَّتي أجراها الله بعبادهِ والله تعالى فاعل الجميع.
          قلت: إنَّ الله تعالى أعطى نبيَّه محمَّداً صلى الله تعالى عليه بآله وسلم أسراراً لو أشارَ بطرف عينهِ إلى هلاك كلِّ كافرٍ لكان بإذنهِ تعالى الفاعل كلَّ شيءٍ، ولكن جرتْ قدرته بإذنه بطيِّ كلِّ ذلك واستعمال الأسباب الظَّاهرة لحكمة قوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ} [آل عمران:142] فانظر هنا تيسير الفرقان في تفسير القرآن فقوَّة جبريل وما أشبهه من العالم إنَّما هي بشعرةٍ من أسرارِهِ صلى الله تعالى عليه بآله وسلم، فانظر شرح محمَّد تُحمد.