روح التوشيح على الجامع الصحيح

باب: شهرا عيد لا ينقصان

          ░12▒ (بابٌ): بتنوينه.
          (شَهْرَا عِيدٍ لاَ يَنْقُصَانِ): هذا لفظٌ يحتمل لا ينقصان فضيلة تامًا أو ناقصًا فهو معنى قول المصنِّف.
          (قَالَ إِسْحَاقُ): أي: ابن راهُويَه.
          (وَإِنْ كَانَ نَاقِصًا فَهْوَ تامٌّ): أو لا ينقصان معًا، فإن جاء أحدهما تسعًا وعشرين فالآخر ثلاثون، ولا بدَّ فهو معنى قوله.
          (قَالَ مُحَمَّدٌ): أي: ((خ)).
          (لاَ يَجْتَمِعَانِ كِلاَهُمَا نَاقِصٌ): قلت: فهذا ما عليه أهل التَّوقيت بأن ستَّة تامَّة على الدَّوام وهي الإفراد، وستَّة ناقصة على الدَّوام وهي الأزواج، وإن خالفته الرُّؤية فرمضان فردٌ كامل عندهم أبدًا، وذو الحجة زوجٌ ناقص أبدًا فهو صحيح اهـ.
          واختار ((نو)) الأوَّل وقال: معناه أنَّ كلَّ ما ورد عنهما من فضائل وأحكام حاصل سواءً تمَّا أو نقصا.
          قلت: فهذا المعنى يستلزمه ما قبله بزيادة فائدةٍ أخرى أنَّه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لا يخفى عليه ما عليه أهل الظَّاهر وأهل الباطن علمًا، إذ أخبر بما جزم به أهل التَّنجيم مع كون الفضل لا ينقص على ما عليه أهل الباطن اهـ.
          والبيهقيُّ إنَّما خصَّهما بالذِّكر لتعلُّق حكم الصَّوم والحجِّ وغيرهما بهما، ويسمَّى رمضان شهر عيد لمجاورته له.