روح التوشيح على الجامع الصحيح

حديث: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه

          1190- (رَبَاحٍ): براء فموحدة، كـ((سحاب)).
          (فِي مَسْجِدِي): هو خاصٌّ بما كان مسجدًا بزمانهِ دون ما زيدَ به بعده بخلافِ المسجد الحرام، فإنَّه يعمُّ كلَّ مكَّة بل كلَّ الحرم، قاله ((نو)).
          قلت: فما المانعُ له تعالى أن يجعلَ مسجدَهُ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ولو امتدَّ إلى(1) مصر أن يكون كمسجد بزمنه، كلاَّ بل مرادُه كلُّ ما يصلَّى به هناك بل طيبة بل حرمها كله ولو اتَّسع ما اتَّسع إذ حين قاله يرى صُورته بعالم الهباء إلى أيِّ مكانٍ يتَّسع له، فهو المرادُ فدعْ عنك التَّهافت بلا دليلٍ كتابيٍّ أو سنيٍّ إذ الحَرَمان حرمُ الله معًا وحرمُ مكة حرمُ خليله وحرم طيبة حرم نبيه فشتَّان ما بينهما يتبيَّن الفرق إذا قال كلٌّ: لست لها، وقال هو: أنا لها، وكلاهما حرم بالكتاب قال تعالى: { وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ } [الحشر:7] فانظر شرح محمَّد تحمد، وتعلَّم العلم المذكور فلا يخفَى ذلك على رجال أمَّته فكيف به صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.
          (إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ): زاد أحمدُ وابن حبَّان عن ابن الزُّبير: (وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجد المدينة).


[1] في الأصل: ((لي)).