روح التوشيح على الجامع الصحيح

حديث: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام

          1188- 1189- (قَزَعَةَ): بقاف فزاي فعين، ابن يحيى، مولى زياد بن أبي سفيان.
          (سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ ☺ أَرْبَعًا): أي: يذكر كلمات أربعًا.
          ((وَكَانَ)) أبو سعيد، هو الخدريُّ.
          (غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صلعم ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً): كذا ذكر صدر الحديث وترك بقيَّته اختصارًا، وسيأتي تمامه بأبواب.
          (لاَ تُشَدُّ): خبر معناه نهيٌ.
          (الرِّحَالُ): بحاء، كـ((كتاب)) جمع: كـ((فلس)) وهو لبعير كـ((سرج)) لفرس، فكنَّى بشدِّه عن سفر لأنَّه لازمه.
          (إِلاَّ): استثناء مفرَّغ، إلى موضع.
          (الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ): بجرِّه بدلًا ويرفع، وأراد به كلَّ الحرم.
          (وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ): وبأبي سعيدٍ: (ومسجدي) فهو من تصرُّف رواته.
          (وَمَسْجِدِ الأَقْصَى): أي: بيت المقدس من إضافة صفة لموصوف؛ أي: المكان الأقصى لبُعْده عن المسجد الحرام مسافة، أو لم يكن إذًا وراءه مسجد.
          قال السُّبكيُّ: ليس في الأرض بقعةٌ أفضلُ لذاتها حتَّى تُشدَّ الرِّحال إليها، لذلك الفضل غير البلاد الثَّلاثة، وأمَّا غيرها فلا تُشدُّ لذاتها، بل لزيارة أو جهاد أو علم، فلم يقع شدٌّ لمكان بل إلى من فيه.