الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: أن أبا هريرة كان يكبر في كل صلاة من المكتوبة

          803- 804- (إِنْ كَانَتْ هَذِهِ لَصَلَاتَهُ): (إِنْ) مخفَّفةٌ مِنَ الثَّقيلةِ، وفيه ضميرُ الشَّأنِ.
          وقال والدي: («لَصَلَاتَهُ» خبرُ «كَانَ»، و«هَذِهِ» اسمُها).
          (يَدْعُو): هو جزاءٌ خبرٌ لـــ(كَانَ)، أو هو عطفٌ على (يَقُولُ) بدونِ حرفِ العطفِ، كما قالَ النَّوويُّ في «التَّحِيَّاتُ المُبَارَكَاتُ»: (حُذفتْ منه الواوُ اختصارًا، وهو جائزٌ معروفٌ في اللُّغةِ).
          (مُضَرَ): غيرُ منصرفٍ.
          (وَاجْعَلْهَا): الضَّميرُ لـــ(الوطأة)، أو (الأيَّام) وإنْ لم يَسبقْ لها ذكرٌ؛ لما دلَّ / عليه المفعولُ الثَّاني الَّذي هو (سِنِيْنَ).
          (سِنِينَ): جمعُ (السَّنَةِ) بالواو والنُّون شاذٌّ، مِنْ جهةِ أنَّه ليسَ لِذَوِي العقولِ، ومِن جهةِ تغيُّرِ(1) مفردِه بكسرِ أوَّله؛ ولهذا جعلَ بعضُهم حكمَه حكمَ[34ب] المفرداتِ، وجعلَ نونَه معتقبةَ الإعرابِ، كقولِ الشاعرِ: [من الطويل]
دَعَانِيَ مِنْ نَجْدٍ فَإِنَّ سِنِينَهُ                     لَعِبْنَ بِنَا شِيبًا وَشَيَّبْنَنَا مُرْدَا
          وقال غيرُ الكِرمانيِّ: («كَسِنِيْ يُوسُفَ» بالتَّخفيفِ قيَّدَهُ النَّوويُّ وغيرُه، وقال بعضُهم بالتَّشديدِ، وجاءَ على لغةِ مَنْ أَجرى «سنين» مُجرَى جمعِ التَّصحيحِ في حذفِها للإضافةِ). /


[1] في (ب): (تغيير).