الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: رأيت بضعةً وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها أول

          799- (حَمْدًا): منصوبٌ بفعلٍ مضمرٍ دلَّ عليه (لَكَ الْحَمْدُ)، ويَحتملُ أنْ يكونَ بدلًا منه جاريًا على محلِّهِ.
          و(طَيِّبًا): وصفٌ له.
          إشارةٌ: (مُبَارَكًا): تَحتملُ التأكيدَ، أو الأوَّلُ بمعنى الزيادةِ، والثاني بمعنى البقاءِ(1). /
          (أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلَُ): قال بعضُهم: يَحتملُ أنْ تكونَ (أيُّ) استفهاميَّةً، فتُرفَعُ بدلًا مِنَ الضَّميرِ في (يَبْتَدِرُونَ)، أي: يبتدرُ مَنْ يكتبُ؛ كما في قولِ عمرَ: (فَبَاتَ النَّاسُ يُدْرِكُونَ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا)، وأنْ تكونَ موصولةً فتُنصَبُ(2) بـــ(يَبْتَدِرُونَ)، كما جوَّز أبو البقاءِ في قولِه تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [الإسراء:57]، فقال: (ونَصَبَه {يَبْتَغُونَ} وإنْ لم يكن فِعْلًا قلبيًّا).
          وقال الزَّركشيُّ: («أَيُّهُمْ» مبتدأٌ، و«يَكْتُبُهَا» خبرٌ، ويجوزُ في «أَيّ» الاستفهاميَّةُ والموصولةُ(3) كما في قولِه تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}، فعلى الأوَّلِ يكونُ في موضعِ نصبٍ بـــ«يَبْتَدِرُونَ»؛ كما جوَّز أبو البقاءِ نصبَه في الآيةِ بـــ{يَبْتَغُونَ} وإنْ لم يكنْ فِعْلًا قلبيًّا، وعلى الثَّاني: أي: يبتدِرُ مَنْ هو يكتبُ منه فيكونُ بدلًا مِنْ «يَبْتَدِرُونَ»، ومثلُه قولُ عمرَ: «فَبَاتَ النَّاسُ يُدْرِكُونَ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا»).
          وقال المُظْهِر: («أَوَّلُ» مبنيٌّ على الضَّمِّ بأنْ حُذِفَ منه المضافُ إليه؛ وتقديرُه: أوَّلُهم، يعني: كلُّ واحدٍ منهم يُسْرِعُ ليكتبَ هذِه الكلماتِ قبلَ الآخَرِ، ويصعَدَ / بها إلى حضرةِ اللهِ تعالى لِعِظَمِ(4) قَدْرِها).
          وقال(5) والدي ⌂: («أَوَّلَُ» يجوزُ نصبُه ورفعُه).
          وقال غيرُه: (وفي بعضِها: «أَوَّلَ» بالفتحِ).
          قال السُّهيليُّ: (رُوِيَ «أَوَّلَُ» بالرَّفعِ على البناءِ على الضَّمِّ؛ لأنَّه ظرفٌ قُطِع عنِ الإضافةِ؛ كـــ«قبلُ» و«بعدُ»، أي: يكتبُها أوَّل مِنْ غيرِه، وبالنَّصبِ على الحالِ، وكذا في قولِ أبي بُردَة: «أَحْبَبْتُ أَنْ تَكُونَ شَاتِي أوَّلَُ مَا يُذْبَحُ»).


[1] الإشارة ليست في (ب)، وهذا إنَّما يتوجَّه على روايةِ رفاعةَ بنِ يحيى، حيثُ زادَ بعد قوله: (مباركًا فيه) كما قال الحافظ في «الفتح» (2/334): (مباركًا عليه كما يحبُّ ربُّنا ويَرضى)، فتكرر فيه (مباركًا)، وعليه يتبيَّن قولُه: (الأول بمعنى... والثاني بمعنى...).
[2] في (ب): (فتنتصب).
[3] هكذا في النسختين، ولعلَّ الأولى : (والموصولية).
[4] في (أ): (لعظيم).
[5] في (ب): (قال).