الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: لقد رأيت الآن منذ صليت لكم الصلاة الجنة والنار

          749- (الْآنَ): هو اسمٌ للوقتِ الذي أنتَ فيه، وهو ظرفٌ غيرُ متمكِّنٍ وقعَ معرفةً، ولم تَدخُلْ عليه الألفُ واللَّامُ للتَّعريفِ؛ لأنَّه ليسَ له ما يَشْركُه.
          فإنْ قلتَ: هو للحالِ، و(رَأَيْتُ) للماضي؛ فكيفَ يَجتمعانِ؟
          قلتُ: دخولُ (قَدْ) عليهِ قرَّبَه إلى الحالِ.
          فإنْ قلتَ: فما قولُكَ في (صَلَّيْتُ) فإنَّهُ للمُضِيِّ(1) ألبتَّةَ؟
          قلتُ: قال ابنُ الحاجبِ: (كلُّ مُخبِرٍ أو مُنشِئٍ فقصدُه الحاضرُ؛ مثل: صَلَّيْتُ، يكونُ للماضي الملاصِقِ للحاضرِ(2)، أو أُرِيدَ بـــ«الآنَ» ما يُقالُ عُرفًا: إنَّه الزَّمانُ الحاضرُ، لا اللحظةُ الحاضرةُ الغيرُ المنقسمةِ المسمَّاةُ بالحالِ).
          (مُنْذُ): تقدَّم الكلامُ عليها [خ¦724].
          وقال الكِرمانيُّ: (حرفٌ أوِ اسمٌ، الأمرانِ جائزانِ، فإنْ كانَ اسمًا؛ فهو مبتدأٌ وما بعدَه خبرٌ، والزَّمانُ مقدَّرٌ قبلَ «صَلَّيْتُ»، وقالَ الزَّجَّاجُ بعكسِ ذلكَ). /


[1] زيد في النسختين: (إليه).
[2] في (ب): (للحال).