الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: هل ترون قبلتي هاهنا والله ما يخفى علي ركوعكم

          741- (هَلْ تَرَوْنَ؟): الاستفهامُ بمعنى الإنكارِ(1)، والمرادُ مِنَ (القِبلةِ): إمَّا المقابلةُ، وهي المُواجَهَةُ،[32ب] أي: لا تَظُنُّون مواجَهَتي ههنا فقط، وإمَّا فيه إضمارٌ، أي: لا تَرون بصري أو رُؤيتي في طرفِ القِبلةِ فقط، وإمَّا أنَّه مِنْ بابِ إرادةِ لازمِ التركيبِ؛ لأنَّ كونَ قِبلةٍ ثَمَّةَ مُستلْزِمٌ لكونِ رُؤيتِهِ أيضًا ثَمَّةَ، فكأنَّه قال: هل تَرون رُؤيَتِي ههنا فقط؟! والله لَأَراكُم مِنْ غيرِها أيضًا.
          وقال الطِّيبيُّ: («تُرَوْنَ» أي: تظنُّونَ)، ثمَّ قال: (قال ابنُ الأثيرِ: «تُرَوْنَ» هو فعلٌ لم يُسَمَّ فاعلُه، مِنْ «رَأَيْتُ» بمعنى: ظَنَنْتُ، وهو يتعدَّى إلى مفعولينِ، تقول: «رأيتُ زيدًا عاقلًا»، فإذا بنيتَه لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه تَعَدَّى إلى مفعولٍ واحدٍ) انتهى.
          ولفظُ ابنِ الأثيرِ في «نهايتِه»: (وفيه: «أَنَّهُ خَطَبَ فَرُئِيَ أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعْ» «رُئِيَ»: فعلٌ لمْ يُسَمَّ فاعلُه، مِنْ «رأيتُ» بمعنى: ظننتُ، وهو يَتَعدَّى إلى مفعولينِ، تقولُ: / «رأيتُ زيدًا عاقلًا»، فقوله: «أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعْ» جملةٌ في موضعِ المفعولِ الثَّاني، والمفعولُ الأوَّلُ ضميرُه).


[1] في (ب): (للإنكار).