الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث أنس: خرَّ رسول الله عن فرس فجحش

          733- (لَكَ الْحَمْدُ): وفي الرِّوايةِ السَّابقةِ: (وَلَكَ الْحَمْدُ) [خ¦732].
          قال النَّوويُّ: (على روايةِ ثبوتِ الواوِ يكونُ قولُه: «رَبَّنَا» متعلِّقًا بما قبلَه، أي: سمعَ اللهُ لمن حمِدَه، يا ربَّنا، فاستجبْ حمدَنا ودعاءَنا، ولكَ الحمدُ على هدايتِنا).
          وقال الكِرمانيُّ: (لا يمكنُ أنْ يتعلَّقَ بما قبلَه؛ لأنَّه كلامُ المأمومِ، وما قبلَه كلامُ الإمامِ، بدليلِ(1): «فَقُولُوا»، بل هوَ ابتداءُ كلامٍ، و«لَكَ الْحَمْدُ» حالٌ منه، / ولا يُجعَلُ عطفًا على «أَدْعُوكَ»↕؛ لأنَّها إنشائيَّةٌ، وهذِه خبريَّةٌ).
          قلتُ: دعواهُ أنَّ (سَمِعَ اللهُ) مِن كلامِ الإمامِ عجيبٌ؛ فإنَّهما معًا للإمامِ والمأمومِ والمنفردِ، وإنَّما (سَمِعَ) للنُّهوض، و(رَبَّنا لَكَ الْحَمْدُ) ذِكْرُ الاعتدالِ، وكذلك جعْلُه تخالفَهُما في الخبرِ والإنشاءِ فيه نظرٌ، بل هُما مستويانِ في أنَّهما خبرٌ بمعنى الإنشاءِ.
          وفي «شرحِ السُّنَّةِ»: إنَّ عطفَ (وَلَكَ الْحَمْدُ) على مضمَرٍ متقدِّمٍ، انتهى كلامُ البِرْماويِّ.


[1] زيد في (ب): (قوله).