الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: ويحك يا أنجشة رويدك سوقًا بالقوارير

          6149- (رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ): قال ابنُ مالكٍ في «توضيحه»: («رُوَيْدَ»: اسمُ فعلٍ بمعنى: أَرْوِدْ، أي: أَمْهِلْ، والكافُ المتَّصلةُ به حرفُ خِطابٍ، وفتحةُ دالِه بنائيَّةٌ، ولكَ أنْ تجعلَ «رُوَيْدَ» مَصْدَرًا مضافًا إلى الكافِ، ناصبًا «سَوْقَكَ»، وفتحةُ دالِه على هذا إعرابيَّةٌ) انتهى ما نقلتُه مِنَ «التوضيحِ».
          قال أبو البقاءِ: (الوجهُ النصبُ بـ«رُوَيْدَ»؛ والتقديرُ: أَمْهِلْ سَوْقَكَ، والكافُ حرفُ خِطابٍ، وليستِ اسمًا، و«رُوَيْدَكَ»: يتعدَّى إلى مفعولٍ واحدٍ) انتهى.
          وقال الكِرمانيُّ: («رُوَيْدَكَ»: اسمُ فعلٍ؛ بمعنى: أَمْهِلْ، والكافُ: حرفُ خِطابٍ / ليس منصوبًا ولا مجرورًا، و«سَوْقَكَ»: مفعولٌ له(1)) انتهى.
          وقال غيرُه: (وانتصبَ على الصفةِ لمصدرٍ محذوفٍ، أي: [سُقْ] سَوقًا رُويدًا، أو: اُحْدُ حُداءً رُوَيدًا، على اختلافِ الناسِ فيما أَمَرَهُ به، و«رُوَيْدَكَ»: على الإغراءِ، أي: الزَمْ رِفْقَكَ، أو على المصدرِ، أي: أَرْوِدْ(2) رُوَيْدَكَ؛ مثل: اُرْفُقْ رِفْقَكَ)، وللسُّهيليِّ فيه كلامٌ؛ فانظرْه من «روضه».
          وقال الإمامُ النوويُّ: («سَوْقًا»: منصوبٌ بإسقاطِ الجارِّ، أي: ارْفُقْ في سَوْقِكَ).


[1] كذا في (أ) تبعًا لمصدره، ولعلَّه: (مفعول به)، والمراد به: حَدْوَك، إطلاقًا لاسم المسبَّب على السببِ.
[2] في (أ): (أورود).