الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: من هذا السائق؟

          6148- (لَوْلَا أَنْتَ): إذا وَلِيَ (لولا) مضمرٌ؛ فحقُّه أنْ يكونَ ضميرَ رفعٍ، نحو: {لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} [سبأ:31]، وسُمِعَ قليلًا: (لولايَ، ولولاكَ، ولولاهُ)، خلافًا للمبرَّدِ، ثمَّ قال سيبويه والجمهورُ: هي جارَّةٌ للضميرِ، مختصَّةٌ به؛ كما اختصَّتْ (حتَّى) و(الكافُ) بالظاهرِ، ولا تتعلُّق (لولا) بشيءٍ، وموضعُ المجرورِ بها رفعٌ بالابتداءِ، والخبرُ محذوفٌ.
          وقال الأخفشُ: الضميرُ مبتدأٌ، و(لولا) غيرُ جارَّةٍ، ولكنَّهُم أنابوا الضميرَ / المخفوضَ عنِ المرفوعِ؛ كما عكسوا إذْ قالوا: (ما أنا كأنتَ، ولا أنتَ كأنا)، وقد أسلفنا أنَّ النيابةَ إنَّما وقعتْ في الضمائرِ المنفصلةِ لِشَبَهِها في استقلالِها بالأسماءِ الظاهرةِ(1)، فإذا عُطِفَ عليه اسمٌ ظاهرٌ، نحو: لولاكَ وزيدٌ؛ تعيَّن رفعُه؛ لأنَّه لا يَخْفِضُ الظاهرَ.
          (فِدَاءًٌ لَكَ): تَقَدَّمَ [خ¦979].


[1] زيد في (أ): (في الاستقلال)، وفيه تكرار ظاهر.