الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

باب ومن الدليل على أن الخمس للإمام وأنه يعطي بعض قرابته

          ░17▒ (وَلَمْ يَخْتَصَّ(1) قَومًا(2) دُونَ مَنْ أَحْوَجُ إِلَيْهِ): قال ابنُ مالكٍ: (كذا في بعضِها، وفي بعضٍ: «مَنْ هُوَ أَحْوَجُ»، والمشهورُ في «اختصَّ»: أنْ يكونَ موافقًا لـ«خَصَّ» في التعدِّي إلى مفعولٍ، وبذلكَ جاءَ قولُه تعالى: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ} [البقرة:105]، وقولُ عمرَ: «وَلَمْ يَخْتَصَّ قَوْمًا»، وقد يكونُ «اخْتَصَّ» مطاوعَ «خَصَّ»، فلا يتعدَّى؛ كقولِك: خَصَصْتُكَ بالشيءِ فاختَصَصْتَ [به].
          وقولُه: «دُونَ مَنْ أَحْوَجُ إِلَيْهِ»: أصلُه: دونَ مَنْ هُوَ أَحْوَجُ إِلَيْهِ، فحُذِفَ العائدُ على الموصولِ _وهو مبتدأٌ_ مع كونِ الصِّلَةِ غيرَ مُستطالَةٍ، وفيه ضعفٌ، و[هو] مع ذلكَ مستعمَلٌ، ومنه قراءةُ يحيى بنِ يَعْمَرَ: ▬تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنُ↨ [الأنعام:154] بالرفعِ يريدُ: على الذي هوَ أحسنُ). /
          تنبيهٌ: قال الكِرمانيُّ: («مَنْ أَحْوَجُ»، يُقالُ(3): أحوجَهُ(4) إليه غيرُه، وأحوَجُ(5) أيضًا؛ بمعنى: احتاج).
          قال بعضُهُم: لو حُمِلَ على أنَّه أفعلُ تفضيلٍ خبرُ مبتدأٍ، والجملةُ صفةُ (مَنْ) لم يكُن بعيدًا، فحُذِفَ صدرُ الصِّلةِ(6) وإنْ لم تَطُلْ على حدِّ: ▬تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنُ↨ بقراءةِ الرفعِ.


[1] في (ب): (يخصَّ)، وهو رواية اليونينية، والمثبت من (أ) تبعًا لابن مالك.
[2] كذا في النسختين تبعًا لابن مالك، ورواية اليونينية: (قَرِيبًا).
[3] زيد في (ب): (من).
[4] في النسختين: (أحوج).
[5] في (ب): (وأخرج).
[6] في (ب): (فحذف صلة والصفة).