الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: أن تلبية رسول الله: لبيك اللهم لبيك

          1549- (إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ): رُوِيَ بكسر (إِنَّ) وفَتْحِها.
          الخَطَّابيُّ: (الاختيارُ الكسرُ؛ لأنَّه أعمُّ وأوسعُ).
          أبو العبَّاس: (مَن كسرَ [فقد عَمَّ]، ومَن فَتَحَ فقد خَصَّ)، أي: معنى الكسر: إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك على كلِّ حالٍ، ومعنى الفتحِ: لبَّيكَ لهذا السَّبب.
          والمشهورُ في (النِّعْمَةَ) النَّصبُ، ومَن رفعَها فهو مبتدأٌ، وخبرُه محذوفٌ.
          ابنُ الأنباريِّ: (وإنْ شِئْتَ جعلتَ خبرَ «إنَّ» محذوفًا، أي: إنَّ الحمد لك، والنِّعمة مستقرَّة لك).
          وحاصلُه أنَّ النِّعمَةَ والشُّكرَ على النِّعمةِ كلاهما(1) لله تعالى، وكذا يجوزُ في (المُلْكَ) أيضًا وجهانِ.
          غريبةٌ: نقلَ الزَّمخشريُّ في «تفسيرِه» في آخرِ (سورةِ يس): (أنَّ الشَّافعيَّ اختارَ الفتحَ مِن «أَنَّ الحَمْدَ»، وأنَّ أبا حنيفةَ كَسَرَ)، وهو غريبٌ.
          قال الرَّافعيُّ في «الكبير»: («إِنَّ» هذِه تُكسَرُ على الابتداءِ، وتُفتَحُ على معنى: / لِأَنَّ الحمدَ) انتهى.
          وقال النَّوويُّ في «الرَّوضةِ»: (قلتُ: الكسرُ أصحُّ وأشهرُ) انتهى.
          وقال في «شرح مسلمٍ»: (يُرْوَى بكسرِ همزةِ «إِنَّ» وفتْحِها، وجهانِ مشهورانِ لأهلِ الحديثِ وأهلِ اللُّغةِ، قال الجمهورُ: الكسرُ أجودُ)، ثمَّ نَقَلَ كلامَ الخطَّابيِّ، وكلامَ ثعلبٍ.


[1] في النسختين تبعًا للكرماني: (كليهما)، ولعلَّ المثبت هو الأَولى؛ لأنه مبتدأ، خبره: (لله).