الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: يا أمير المؤمنين إن رسول الله حدَّ لأهل نجد قرنًا

          1531- (لمَّا فُتِحَ هَذَانِ المِصْرَانِ): (فُتِحَ) مبنيٌّ لِمَا لم يُسَمَّ فاعلُه، و(هَذَانِ) بالرَّفعِ،[49أ] وفي نسخةٍ بالبناءِ للفاعلِ، و(هَذَيْنِ المِصْرَيْنِ) بالنَّصبِ، تقديرُه: فَتَحَ اللهُ، قاله سيِّدي الوالد ⌂، ثمَّ رأيتُه كذلِكَ في كلامِ القاضي.
          وقال ابنُ مالكٍ: (حديث [ابن عمرَ ☻] في إحدى الرِّوايتينِ: «لمَّا فَتَحَ هَذَيْنِ المِصْرَيْنِ أَتَوا عُمَرَ»: فِيهِ تَنازُعُ «فَتَحَ» و«أَتَوا»، وهو على إعمالِ الثَّاني، وإسنادِ الأوَّلِ إلى ضميرِ «عُمَرَ»، وفيه حُجَّةٌ على الفرَّاءِ؛ فإنَّه لا يُجِيزُ: «أكرمني وأكرمتُ زيدًا»، لا على حذفِ الفاعلِ، ولا على إضمارِه، ويُجِيزُه الكِسائيُّ على الحذفِ لا على الإضمارِ، فيجبُ على مذهبِه أنْ يكونَ فاعلُ «فَتَحَ» محذوفًا؛ لدلالةِ المذكورِ آخِرًا عليه.
          ويجبُ على مذهبِ البصريينَ في مثلِ(1) هذا الإضمارُ، ويمتنعُ الحذفُ.
          ويظهرُ الفرقُ بين الحذفِ والإضمارِ بالتَّثنيةِ والجمعِ، فيُقالُ على الإضمارِ: «ضَرَبَاني وضربتُ الزيدَيْنِ»، و«ضَرَبُوني وضربتُ الزيدِينَ»، ويُقالُ على الحذفِ: «ضَرَبَني»، في الإفرادِ وغيرِه) انتهى(2). /


[1] تحرفت في (ب) إلى (هل).
[2] (انتهى): ليست في (ب).