الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: رأيت رسول الله يركب راحلته بذي الحليفة

          1514- (رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم رَكِبَ رَاحِلَتَهُ...، ثُمَّ يُهِلُّ حَتَّى تَسْتَوِي بِهِ رَاحِلَتُهُ(1)): قال ابنُ مالكٍ: (وهذا الموضعُ صالحٌ لـــ«حينَ» و«حتَّى»، أمَّا صلاحِيَتُه لـــ«حينَ» فظاهرةٌ، وأمَّا صلاحيتُه لـــ«حتَّى» فعلى أنْ يكونَ قَصَدَ حكايةَ الحالِ، فأَتى بـــ«حتَّى» مرفوعًا بعدَها الفعلُ، كقراءَةِ نافعٍ: {حَتَّى يَقُولُ الرَّسُولُ} [البقرة:214]، وكقولِ العربِ: مَرِضَ فلانٌ حتَّى لا يرجونه على تقديرِ: مَرِضَ فإذا هو لا يُرجَى.
          وكذا تقديرُ الحديثِ: ثمَّ هو يُهِلُّ فإذا هو مستويةٌ به راحلتُه، والمعنى: أنَّ / إهلالَه[48ب] مقارِنٌ لاستواءِ راحلتِه به، كما أنَّ انتفاءَ رجاءِ المريضِ مقارِنٌ للحالِ الَّتي انتهى إليها.
          ولو نَصبتَ «تَسْتَوِي» لم يَجُزْ؛ لأنَّه يَستلزِمُ أنْ يكونَ التَّقديرُ: ثمَّ يُهِلُّ إلى أنْ تستويَ به راحلتُه، وهو خلافُ المقصودِ، إلَّا أنْ يريدَ: يُهِلُّ بلا قطعٍ حتَّى تَستويَ به راحلتُه، فيَقْطَعُ قَطْعَ استراحةٍ مُردِفًا بإهلالٍ مُسْتَأْنَفٍ، فذلِكَ جائزٌ) انتهى.
          (قَائِمَةً): نُصِبَ على الحالِ.


[1] هكذا في النسختين تبعًا لـ«شواهد التوضيح»، والرواية: (يركب... تستوي به قَائِمَةً).