الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: ما من مولود إلا يولد على الفطرة

          1358- (يَدَّعِي): جملةٌ حاليَّةٌ.
          (صَارِخًا): حالٌ مؤكِّدةٌ مِنْ فاعلِ (اسْتَهَلَّ).
          (مِنْ مَوْلُودٍ): (مِنْ) زائدةٌ، و(مَوْلُودٍ) مبتدأٌ، و(يُوْلَدُ): خبرُه؛ وتقديرُه: ما مولودٌ يُوجَدُ على أمرٍ إلَّا على الفِطرةِ.
          (كَمَا تُنْتَجُ): محلُّ الجارِّ والمجرورِ نَصْبٌ على الحالِ، أي: حالَ كونِه مشبَّهًا بالبهيمةِ الَّتي جُدِعتْ بعدَ سلامتِها، أو صفةٌ لمصدرٍ محذوفٍ، أي: يُغيِّرانِه تغييرًا مثلَ تغييرِ البهيمةِ السَّليمةِ، والأفعالُ الثَّلاثةُ _أعني: (يُهَوِّدَانِهِ) و(يُنَصِّرَانِهِ) و(يُمَجِّسَانِهِ)_ تنازعتْ في (كَمَا) على التَّقديرينِ.
          وظاهرُ كلامِ الكِرمانيِّ أنَّ ذلكَ كلَّه في نفسِ الكافِ، أي: على أنَّه اسمٌ، وهو مُحتمِلٌ.
          وقال الطِّيبيُّ: («كَمَا» إمَّا حالٌ من الضَّمير المنصوب في «يُهَوِّدَانِهِ» فالمعنى: يُهوِّدانِ المولودَ بعدَ أنْ خُلِقَ على الفطرةِ مشبَّهًا بالبهيمةِ الَّتي جُدِعَتْ بعدَ أنْ خُلِقَتْ سليمةً، وإمَّا(1) صفةُ مصدرٍ محذوفٍ، أي: يُغيِّرانِه تغييرًا مثلَ تغييرِهِم البهيمةَ، فالأفعالُ الثَّلاثةُ _أعني: «يُهَوِّدَانِهِ» و«يُنَصِّرَانِهِ» و«يُمَجِّسَانِهِ»_ تنازعتْ في «كَمَا» على التَّقديرين، و«تُنْتَجُ»: يُروى على بناءِ المفعولِ، ويُروى على بناءِ الفاعلِ)(2).
          ({فِطْرَتَ اللَّهِ})[الروم:30]: [فيه وجهان، أحدهما: أنَّه منصوب بإضمار فعلٍ] قال في / «الكشَّاف»: (منصوبٌ بـــ«الزموا» مقدَّرٌ)، الثَّاني: أنَّه مصدرٌ مؤكِّدٌ لمضمونِ الجملةِ، كقوله: {صِبْغَةَ اللّهِ} [البقرة:138]، و{صُنْعَ اللَّهِ} [النمل:88].
          (بَهِيمَةً): مفعولٌ ثانٍ لـــ(تُنْتَجُ)، وقال ابنُ المُلَقِّنِ: (نُصِبتْ على المعنى؛ لأنَّ المعنى: تُنْتَجُ البهيمةُ بهيمةً، أي: تلدُ بهيمةً، فهيَ مفعولةٌ لـــ«تلدُ»)(3).
          (جَمْعَاءَ): نعتٌ له.
          (هَلْ تُحِسُّونَ؟): صفةٌ، أو حالٌ، أي: بهيمةً مقولًا فيها هذا القول، أي: كلُّ مَنْ نظرَ إليها [قال هذا القولَ]. /


[1] في (ب): (أو).
[2] «الكاشف» (2/546) (90)، وقوله: (ويروى على بناء الفاعل) ليس في (ب).
[3] «التوضيح» (10/110)، وقول ابن الملقن سقط من (ب).