الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع

          1231- (إِنْ يَدْرِي): قال ابنُ قُرْقُول: (بكسرِ الألفِ على النَّفيِ بمعنى: «ما»، وكذا لجمهورِ الرُّواةِ في «الموطَّأِ» وغيرِه، وضَبطَها الأصيليُّ وابنُ عبدِ البَرِّ في «الموطَّأِ» بالفتحِ، وقال ابنُ عبدِ البَرِّ: هي روايةُ أكثرِهم، ومعناها: لا يدري، وهذا ليس بشيءٍ، بل هو مفسدٌ للمعنى؛ لأنَّ «إِنْ» المكسورةَ ههنا بمعنى: «ما»(1) النَّافيةِ، / والجملةُ في موضعِ خبرِ[43أ] «يَظَلَّ»، وفي روايةِ ابنِ بُكيرٍ [خ¦608] والتِّنِّيسيِّ [خ¦1222]: «لَا يَدْرِي» مفسَّرًا، وكذا لرواةِ مسلمٍ في حديثِ قُتيبةَ: «لَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى»، وللعُذريِّ هنا: «مَا يَدْرِي»، وكلُّه بمعنًى واحدٍ.
          وبالفتحِ إمَّا أنْ تكونَ(2) مع فِعْلِها بمعنى الاسمِ الَّذي هو مصدرٌ، ولا يصحُّ هنا، أو بمعنى: مِنْ أجْلِ، ولا يصحُّ أيضًا؛ لأنَّ كلاهما يقلِبُ المعنى المرادَ بالحديثِ، وهذا على الرِّوايةِ الصَّحيحةِ في «يَظَلَّ» بالظَّاءِ المُشالةِ، بمعنى: يصير، وأمَّا على روايةِ مَنْ رواهُ: «يَضِلَّ»(3) بضادٍ مكسورةٍ غيرِ مُشالةٍ، أي: يَنسى، ويَسهو، ويَتحيَّر؛ فيصحُّ حينئذٍ فتحُ الهمزةِ، وتكونُ «أَنْ» بتأويلِ المصدرِ، ومفعولُ «ضَلَّ»(4) محذوفٌ، أي: / يجهلَ درايتَه، ويَنسى عددَ ركعاتِه، وبكسرِ الهمزةِ على ما تقدَّمَ).


[1] (ما): ليست في (ب).
[2] في (ب): (يكون).
[3] وهي رواية الأصيلي، وفي (ب): (يصلى).
[4] في (ب): (صلى)، وقارن هذا بما تقدم في شرح الحديث (608).