مختصر الجامع الصحيح للبخاري

حديث: ما أحب أنه يحول لي ذهبًا يمكث عندي منه دينار فوق ثلاث

          1493- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ فَذَكَرَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ ☺ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلعم ، فَلَمَّا أَبْصَرَ-يَعْنِي: أُحُدًا-قَالَ: «مَا أُحِبُّ أَنَّهُ تحَوَّلُ لِي ذَهَبًا(1) ، يَمْكُثُ عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ فَوْقَ ثَلاثٍ إِلَّا دِينَارًا أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا» وَأَشَارَ أَبُو شِهَابٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ«وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ» وَقَالَ: «مَكَانَكَ» وَتَقَدَّمَ غَيْرَ بَعِيدٍ وَسَمِعْتُ صَوْتًا فَأَرَدْتُ أَنْ آتِيَهُ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَهُ: «مَكَانَكَ حَتَّى آتِيَكَ»، فَلَمَّا جَاءَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الَّذِي سَمِعْتُ-أَوْ قَالَ: الصَّوْتُ الَّذِي سَمِعْتُ- / قَالَ: «وَهَلْ سَمِعْتَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ--فَقَالَ: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ»، قُلْتُ: وَإِنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا قَالَ: «نَعَمْ». [خ¦2388]


[1] في هامش الأصل: قوله: «ما أحب أن يحول لي ذهبًا»: قال ابن مالك: تضمن استعمال حول بمعنى صير، وعامله عملها، وهو استعمال صحيح خفي على أكثر النحويين فيقتضي مفعولين هما في الأصل مبتدأ وخبر كظن وأخواتها، وقد جاءت في هذا الحديث لما لم يسم فاعله، فرفعت أول المفعولين وهو ضمير عائد إلى أحد ونصب ثانيهما، وهو الذهب فصار ببنائها لما لم يسم فاعله جارية مجرى صار في رفع ما كان مبتدأ ونصب ما كان خبرًا.