مختصر الجامع الصحيح للبخاري

حديث علي: أصبت شارفًا مع رسول الله في مغنم يوم بدر

          1485- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى فَذَكَرَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ☺ أَنَّهُ قَالَ: أَصَبْتُ شَارِفًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلعم فِي مَغْنَمٍ يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ: وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلعم شَارِفًا(1) أُخْرَى، فَأَنَخْتُهُمَا يَوْمًا عِنْدَ بابِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا لأَبِيعَهُ، وَمَعِي طَالِع(2) مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، فَأَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَشْرَبُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ مَعَهُ قَيْنَةٌ، فَقَالَتْ:
يَا حَمْزَ لِلشُّرُفِ(3) النِّوَاءِ(4)
          فَثَارَ إِلَيْهِمَا حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ، فَجَبَّ(5) أَسْنِمَتَهُمَا(6) وَبَقَرَ(7) خَوَاصِرَهُمَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، قُلْتُ لاِبْنِ شِهَابٍ: وَمِنَ السَّنَامِ؟ قَالَ: قَدْ جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا فَذَهَبَ بِهَا.
          قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ عَلِيٌّ: فَنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِي، فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صلعم وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَخَرَجَ وَمَعَهُ زَيْدٌ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَدَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ حَمْزَةُ بَصَرَهُ، وَقَالَ: ما أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِآبَائِي. فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم يُقَهْقِرُ حَتَّى خَرَجَ عَنْهُمْ، وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ. [خ¦2375]


[1] في هامش الأصل: «الشارف»: المسن من النوق.
[2] في هامش الأصل: (طايعٌ: ه)، (صايغ: هـ).
[3] في هامش الأصل: «يا حمز للشُّرُف»؛ أي: انهض إلى الشرف تستدعيه أن ينحرها ليطعم أضيافه من لحمها، وهو بضم الشين والراء.
[4] «النِّواء»: بكسر النون وبتخفيف الواو والمد، جمع ناوية وهي السمينة، يقال نوت الناقة: سمنت.
[5] في هامش الأصل: قوله: «فجب»: قطع.
[6] «أسنمتهما»: جمع سنام، وهو ما على ظهر البعير.
[7] «بقر»: شق.