إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى

          578- حَدِيثُهُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ / قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلعم؛ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَشَكَا إِلَيْهِ الفَاقَةَ، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ، فَشَكَا إليهِ قَطْعَ السَّبِيْلِ، فَقَالَ: «يَا عَدِيُّ؛ هَلْ رَأيْتَ الحِيْرَةَ؟ قُلْتُ: لَمْ أرَهَا، وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ: فَإِنْ طَالَتْ بِكَ الحيَاةُ لَتَرَيَنَّ الظَّعِيْنَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالكَعْبَةِ، لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللهَ تَعَالَى» قُلْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي: فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا البِلَادَ؟ «وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَياةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى» قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ؟ قَالَ: «كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ، ولَيَلْقَينَّ اللهَ أحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ترْجُمانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، فَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أَبْعَثْ إِليْكَ رَسُولًا فَيُبَلِّغَكَ، فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ: أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا وَأَفْضُلْ عَلَيْكَ، فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ، وَيَنْظُرُ عَنْ يَسارِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ».
          قَالَ عَدِيٌّ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم يَقُولُ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقِّ(1) تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّةَ تَمْرَةٍ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» قَالَ عَدِيُّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِيْنَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالكَعْبَةِ لَا تَخافُ إِلَّا اللهَ ╡، وَكُنْتُ فِيمَنِ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبِيُّ صلعم أَبُو القَاسِمِ: «يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ». [خ¦3595]


[1] كذا في (ب)، وهي رواية أبي ذرٍّ عن الحموي والكشميهنيِّ، وفي «اليونينية»: (بشقَّة).