الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: التمس لي غلاما في غلمانكم يخدمني

          972- وعن عمرِو بن أبي عَمْرٍو، عن أنسِ بن مالك(1) أنَّ رسولَ اللهِ صلعم قَالَ لِأَبيْ طَلْحَةَ: «الْتَمِسْ لِي غُلاَمًا في(2) غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي حتَّى أَخْرُجَ إِلَى خَيْبَرَ». فَخَرَجَ لي(3) أَبُو طَلْحَةَ مُرْدِفِي وَأَنَا غُلاَمٌ رَاهَقْتُ الحُلُمَ، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صلعم إِذا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ كَثِيْرًا يَقُولُ: «اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ، وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ». ثُمَّ قَدِمْنا خَيْبَرَ، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيهِ الحصْنَ ذُكِرَ له جَمالُ صفيَّةَ بنتِ حُيَيِّ بنِ أَخْطَب، وَقَدْ قُتِلَ زَوجُها، وَكانَتْ عَرُوسًا، فَاصْطَفَاها رَسولُ اللهِ صلعم لِنَفْسِهِ، فَخَرجَ بِها حَتَّى بَلَغ ثَنيةَ الصَّهباءِ حلَّتْ، فَبَنى بِها، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا في نِطْعٍ صَغيرٍ، ثُمَّ قالَ: آذِنْ(4) مَنْ حَوْلَكَ. فَكَانَتْ وَلِيمَةَ(5) رَسُولِ اللهِ صلعم عَلَى صَفِيَّةَ. ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى المَدِينَةِ، قال(6): فَرَأَيْتُ / رَسُولَ اللهِ صلعم يُحَوِّي لَهَا(7) وَرَاءَهُ بِعَبَاءَتِهِ(8)، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ، فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ، فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى(9) تَرْكَبَ.
          وفي رِوَايَةِ حُمَيْدٍ عنْ أَنَسٍ قَالَ: فَقَالَ المسْلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ المسْلِمِينَ(10) هيَ أَوْ مَا(11) مَلَكَتْ يَمِيْنُهُ؟ قَالَ: بَلْ هِيَ أُمُّ المؤْمِنِينَ إِنْ حَجَبَهَا، وإِنْ لَمْ يَحْجِبْهَا فَهِيَ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِيْنُهُ. فَلَمَّا ارْتَحَلَتْ وَطَّأَ لَها خَلْفَهُ، ومَدَّ الحِجَابَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ. [خ¦2893]


[1] قوله: «بن مالك» ليس في (ح) و(د).
[2] في (د): «من».
[3] قوله: «لي» ليس في (ح) و(د).
[4] في (ح) و(د): «ائذن».
[5] في (ح) و(د): «وكانت وليمة».
[6] قوله: «قال» ليس في (ح) و(د).
[7] قوله: «لها» ليس في (د).
[8] صورتها في الأصل: «بعباته»، وفي (ح) و (د): «بِعَبَاءَةٍ».
[9] في (ح) و(د): «حين».
[10] في (ح) و(د): «المؤمنين».
[11] في (ح) و(د): «مما».