التلويح إلى معرفة رجال الصحيح

أحمد بن بشير القرشي

          3- (خ ت ق) أحمد بن بَشير _بفتح الباء_ القرشيُّ، المخزوميُّ، أبو بكر الكوفيُّ.
          مولى عَمْرو بن حريث، كذا في «التهذيب»، وفي «الكَلَاباذِي» و«ابن طاهر»: مولى آل عَمْرو بن حُريث، ويقال: الهَمْداني، ويقال: السِّيناني، مولى امرأة عَمْرِو بن حريث، ذكره الكَلَاباذِي. قدم بغداد.
          روى عن الأعمش، وهشام، وعِدَّةٍ.
          وعنه: ابن عرفة، وغيرُه.
          قال ابن معين: ليس بحديثه بأس.
          وقال عثمان الدَّارمي: هو متروك. وقال مرَّة: له مناكير.
          وقال ابن نُمير: صدوقٌ، حَسَنُ المعرفةِ بأيَّام النَّاس، حَسَنُ الفهم، وكان رأسًا في الشُّعوبيَّة أستاذًا _أي: وهم الَّذين يفضِّلون العجم على العرب_ يخاصم في ذلك، فوضَعَه ذلك عند النَّاس.
          وقال أبو زُرعة: صدوق.
          وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدق.
          وقال الدَّارقطنيُّ: ضعيفٌ يُعتبر بحديثه.
          وقال النَّسائيُّ: ليس بذاك القوي.
          ومِن مناكيره: حديث جابر مرفوعًا: «تَعَبَّدَ رَجُلٌ فِي صَوْمَعَةٍ، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ، فَأَعْشَبَتِ الأَرْضُ فَرَأَى حِمَارًا يَرْتَعُ فَقَالَ: يَا رَب! لَو كَانَ لَكَ حِمَارٌ رَعَيْتُهُ مَعَ حِمَارِي». وحديثُ بُرَيْدَةَ مرفوعًا: « لَوْ وزِنَ دُمُوعُ آدَمَ بِجَمِيعِ دُمُوعِ ولَدِهِ، لَرَجَحَ دُمُوعُهُ عَلَى جَمِيعِ دُمُوعِ ولَدِهِ».
          قال ابن عدي: وهما أنكر ما رُوي له، وله أحاديث أُخَرُ قريبة مِن هذين.
          قال الخطيب: ليس أحمد بن بَشير الَّذي روى عن عطاء بن المبارك مولى عمرو بن حريث الكوفي؛ ذاك بغدادي، وأمَّا أحمد بن بشير الكوفي فليست حالُه التَّرْك، وإنَّما له أحاديث تفرَّد بروايتها، وقد كان موصوفًا بالصِّدق.
          وقال أبو بكر بن أبي داود: كان ثقة كثير الحديث، ذهب حديثه، فكان لا يُحدِّث.
          مات سنة سبعٍ وتسعين ومئة في المحرَّم بعد وكيعٍ بخمسة أيَّام، ذكره الكَلَاباذِي وابن طاهر.
          وأمَّا أحمد بن بشير البغدادي فهو أبو جعفر المؤدِّب لم يخرج له أحدٌ ممَّن ذكرناه، وذُكر للتَّمييز؛ فالأوَّل فَرْدٌ فيها. قال الكَلَاباذِي: حدَّث عن الأوَّل محمَّد غير منسوب، وهو محمَّد بن سلام البيكندي في كتاب الطِّبِّ في آخره.
          ومن أوهام / اللَّالكائيِّ كونه جعل أحمد هذا من المتَّفق عليه، وإنَّما هو من أفراد البخاري كما عَلِمتَه.