التلويح إلى معرفة رجال الصحيح

أحمد بن صالح، المصري أبو جعفر الطبري

          15- (خ د [تم]) أحمدُ بن صَالح، المصريُّ أبو جعفر الطبريُّ، الحافظ، الثقة.
          كان أبوه من أهل طبرستان من الجند وهو جنديٌ أيضًا.
          سمع من: ابن عيينة وابن وهب.
          وعنه: البخاريُّ، وأبو داود، وابن أبي داود وآخرون.
          وسمع منه النسائي، ولم يُحدِّث عنه(1) ولم يتكلم فيه بحجة لأنه طرده من مجلسه؛ / فإنَّه كان لا يُحدِّث حتى يشهد عندَه رجلان أنه من أهل الخير والعدالة، وكان يذهب في ذلك مذهب زائدة بن قدامة فدخل عليه النسائيُّ بلا إذن؛ ولم يأته بالبينة؛ فأخرجَه فضعَّفه النسائيُّ لهذا، وكتب عن ابن وهب خمسين ألف حديث.
          قال صالح جزره: كان رجلًا جامعًا؛ يحفظ ويعرف الفقه والنحو والحديث.
          قال أحمد: وهو ومُحمَّد بن يحيى النيسابوريُّ أعرف الناس بحديث ابن شهاب؛ وأما النسائيُّ فرماه وأساء الثناء عليه وقال: تركَه مُحمَّد بن يحيى ورماه يحيى بن معين بالكذب، وأنه يتفلسف.
          قال ابن يونس: ولم يكن عندنا بحمد الله كما قال النسائيُّ، ولم يكن له آفة غير الكبر؛ زاد غيره وشراسة الخُلق.
          قال ابن عدي: وأنكر النسائيُّ عليه أحاديث منها عن ابن وهب عن مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: «الدين النصيحة»، وقد رواه عن ابن وهب : يونس بن عبد الأعلى.
          ورواه عن مالك مُحمَّد بن خالد بن عثمة وغيره.
          قال الخطيب: وبلغني أنه كان لا يُحدِّث إلا ذا لحية، ولا يترك أمردَ يحضر مجلسه، وأنكر على أبي داود السجستاني إحضار ابنه إليه فقال له: إنه أحفظ من أصحاب اللحى فامتحنه فأجاب، فحدَّثه ولم يحدِّث أمرد غيره، فالصواب حجيَّته.
          ولد بمصر سنة سبعين ومائة وفيها ولد أحمد بن رشدين وابن زَبْر(2) وغير واحد.
          ومات في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين.
          روى عنه البخاريُّ في الأضاحي وغير موضع، وروى عن مُحمَّد غير منسوب.
          قال ابن عساكر في «النُّبَّل»: قيل: إنه مُحمَّد بن يحيى يعني الذهليُّ؛ وكذا قال الكَلَاباذِي: أحسبه أنه هو في أول التوحيد، وكذا قال ابن طاهر، يقال: إنه الذهليُّ(3).


[1] في الأصل: وسمع منه النسائي ولم يحدث عنه مسلم ولم يتكلم فيه بحجة.. وقوله: «مسلم» إدراج وما قبلها وما بعدها عائد على النسائي جميعاً.
[2] ذكره ابن حِبَّان في كتاب «الثقات» وذكر أن وفاة ابن زُبْر كانت سنة أربع أو خمس وستين ومائة.
[3] في هامش الأصل: بلغ.