تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: امح رسول الله

          857- (هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صلعم) / من القضاءِ وهو إحكامُ الأمرِ وامْضَاؤُهُ، قال الأزهريُّ: قضى في اللغةِ على وجوهٍ مرجِعُها إلى انقطاعِ الشيءِ وتمَامِهِ.
          (القِرَابُ) قِرابُ السَّيْفِ، وهو ما يوضَع فيه بغِمده وهو شِبه جِراب وجمعُه قُرُبٌ؛ وأرادوا في صُلْحِهِمْ أن يُستَرَ السلاحُ ولا يظهرَ. ويُقالُ له أيضاً جُلُبَّانُ: وهو القِرابُ وما فيْهِ كذا قال، والتفسيرُ مُتَّصلٌ بالحديثِ. قال الأزهريُّ: القِرابُ غِمدُ السيفِ.
          و(الجُّلُبَّانُ) شِبهُ الجِرابِ من الأَدَمِ يوضَعُ فيه السيفُ مَغْمُوْداً ويُطْرَحُ فيه للراكبِ سَوْطَهُ وأداتُهُ ويُعَلِّقُهُ من آخِرَةِ الرَّحلِ أو واسطتِهِ. قال شَمِرٌ: كأنَّ اشتقاقَ الجُّلُبَّانِ من الجُلْبَةِ وهي الجِلْدَةُ التي تُجعَلُ على القَتَبِ وهي كالغِشاءُ للقِرابِ، يُقالُ: أجلَبَ فيه إذا غشَّاهُ الجُلْبةَ، وكذلك الجِلدةُ التي تغَشَّى به التَّمِيْمَةُ تُسمَّى جُلُبَّاناً.
          قالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: جُلُبَّانُ بضمِّ اللامِ وتشديدِ الباءِ، قال: ولا أُرَاهُ سُمِّيَ بذلكَ إلا لخَفَائهِ، وكذلك قيلَ للمرأةِ الغليظةِ الجافيَةِ جُلُبَّانَةٌ، وفي بعض الرواياتِ: ولا ندخلُها إلا بجُلُبَّانِ السلاحِ السَّيْفِ والقَوْسِ ونحوُهُ يُريدُ ما كان مُغمَّداً يَحتاجُ في إظهارِهِ إلى معاناةٍ لا بالقُنَا ولا بالرِّماحِ لأنها أسلحةٌ مُظهَرَةٌ يُمكِنُ تعجيلُ الأذى بها.
          (حَجَلَ في مَشْيِهِ) إذا قارَبَ الخَطوَ إمَّا لقَيدٍ أو لتبَخْتُرٍ، ويكون أعجَلَ القفْزَ، ونَزَوانُ الغُرابِ أيضاً حَجَلٌ، ومن ذلك ما يُروى (أنهُ لما قالَ لزيدٍ أنتَ مولانَا: حَجَلَ). قال أبو عُبَيْدٍ: الحَجْلُ أن يَرْفَعَ رِجْلاً ويقفِزَ على الأخرى من الفرَحِ، وقد يكون بالرِّجلَينِ جميعاً.