تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: أن رسول الله أفاض من عرفة وأسامة

          2811- (أَفَاضَ القَوْمُ مِنْ عَرَفَةَ) أي اندفعُوْا في السَّيرِ عنْها إلى المُزْدَلِفَةِ، والمُزْدَلِفَةُ: هي جمعٌ، وسُمِّيتْ مُزْدَلِفَةً لازْدِلافِ النَّاسِ فيها إلى عَرَفةَ بعدَ الإقامةِ، والازدلافُ: الاقترابُ والتَّقدمُ، يُقالُ: ازدلفَ الرَّجلُ: أي؛ تقدَّمَ، قالَ تعالَى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ} [الشعراء:90] أي قُرِّبَتْ، وقالَ: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى} [ص:25]: أي قُرباً، وفي بعضِ الحديثِ: «مَا لَكَ مِنْ عَيْشِكِ إِلا لَذَّةً تَزْدَلِفُ بِهَا إِلَى حِمَامِكَ»: أي؛ تُقرِّبُكَ إلى موتِكَ، وقيلَ: سُمِّيَتْ مُزْدَلِفَةً لاجتماعِِ النَّاسِ فيها في تلكَ الَّليلةِ، قالَ تعالى: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِيْنَ} [الشعراء:64] قالَ ابنُ عرفةَ: أي جَمَعْنَاهُمْ، والمعنيانِ مُجتمعانِ فيها.
          (الهَيْنَةُ) الرِّفْقُ والدَّعَةُ واللينُ، والهَونُ مثلُهُ، ويُقالُ: خُذْ في أمرِك بالهَونِ والهُوَيْنى: أي بالرِّفقِ واللينِ، قالَ تعالى: {يَمْشُوْنَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً} [الفرقان:63]: قالَ مجاهدٌ: بالسَّكينةِ والوقارِ.