التوشيح على الجامع الصحيح

باب كسوة الكعبة

          ░48▒ (باب: كِسْوَةِ الْكَعْبَةِ): أخرج الواقديُّ وغيره عن أبي هريرة مرفوعًا: «أوَّل من كسى البيت الوَصَائِل أسعد».
          وأخرج عبد الرَّزاق عن ابن جُرَيج قال: «بلغنا أن تُبَّعًا أوَّل من كسى الكعبة الوَصَائِل فسُتِرَت بها».
          قال: وزعم بعض علمائنا أنَّ أوَّل من كسى الكعبة إسماعيل.
          وحكى الزُّبير بن بكَّار عن بعض علمائهم: «أنَّ عدنان أوَّل من وضع أنصاب الحرم، وأوَّل من كسى الكعبة أو كُسِيَت في زمنه».
          وحكى البَلاذِرِيُّ: أنَّ أوَّل من كساها الأنْطَاع عدنان بن أُدٍّ.
          وروى الواقديُّ عن إبراهيم بن أبي ربيعة قال: «كُسِي البيت في الجاهليَّة الأنطاع، ثمَّ كساه رسول الله صلعم الثِّياب اليمانيَّة، ثمَّ كساه عمر وعثمان ☻ القَبَاطي، ثمَّ كساه الحجَّاج الدِّيباج».
          وأخرج أبو عَرُوبة في «الأوائل» عن الحسن قال: «أوَّل من لبَّس الكعبة القَبَاطي النَّبيُّ صلعم».
          وأخرجه الأَزْرَقيُّ: «أنَّ معاوية كساها الدِّيباج والقَبَاطي، فكانت تُكسى الدِّيباج يوم عاشوراءَ والقَبَاطي في آخر رمضان».
          وأخرج الواقديُّ عن أبي جعفر الباقر: «أنَّ أوَّل من كساها الدِّيباج يزيد بن معاوية».
          وأخرج عبد الرَّزاق وغيره عن هشام بن عروة: «أنَّ أوَّل من كساها الدِّيباج عبد الله بن الزُّبير، وكانت كسوتها المـُسُوح [والأنطاع] (1)».
          و أخرج عن ابن جُرَيج قال: «أخبرني غير واحدٍ أنَّ أوَّل / من كساها الدِّيباج عبد الملك بن مروان، وأنَّ [أوَّل] (2) من أدرك ذلك من الفقهاء قالوا: أصاب، ما نعلم لها من كسوة أوفق منه».
          وقد كُسِيت الكعبة الدِّيباج في الجاهليَّة مرَّتين، كما بيَّنتُه في «الأوائل».
          وحكى الفَاكِهِيُّ: «أنَّ شيبة بن عثمان استأذن معاوية في تجريد الكعبة فأذن له، فكان أوَّل من جرَّدها من الخلفاء، وكانت كسوتها قبل ذلك تُطرَح عليها شيئًا فوق شيء».
          وذكر الأَزْرَقيُّ: «أنَّ أوَّل من ظاهر الكعبة بين كسوتين: عثمان بن عفان».
          وذكر الفَاكِهِيُّ: أنَّ أوَّل من كساها الدِّيباج الأبيض المأمون بن الرَّشيد، واستمرَّ بعده.
          وكُسِيت في أيَّام الفاطميِّين الدِّيباج الأبيض أيضًا، وكساها محمود بن سُبَكْتَكِين ديباجًا أصفر، وكساها النَّاصر العبَّاسيُّ ديباجًا أخضر، ثمَّ كساها ديباجًا أسود، فاستمرَّ إلى الآن، ولم يزل الملوك يتداولون كسوتها إلى أن وقف عليها الصَّالح إسماعيل بن النّاصر بن قَلَاوُون سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة قرية من ضواحي القاهرة، يُقال لها: بَيْسُوس.


[1] ما بين معقوفتين في [ع] تصحيفًا: (الأنطاح) والمثبت من غيرها.
[2] ما بين معقوفين زيادة من [ف] .