التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين

          3905- 3906- (لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ [الدِّينَ]) تعني مسلمين، وكانت وُلدت في الإسلام.
          (بَرْكَ الغِمَادِ) بفتح الباء، ومنهم من كسرها، والغين معجمة مكسورة وقد تُضمُّ: وادٍ في أقاصي هَجَر.
          (الدَّغِنَةِ) بفتح أوَّله وكسر ثانيه وبضمِّهما والنُّون مشدَّدة، وبفتح الدَّال وسكون الغين، اسمه مالك، ذكره السُّهَيْلِيُّ، وهو أحد الأحابيش.
          (فَيَنْقَذِفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ المُشْرِكِينَ) بياء ونون وذال مخفَّفة، كذا للمِرْوَزِيِّ والمُسْتَمْلِيْ، وعند غيرهما من شيوخ أبي ذَرٍّ: «فَيَتْقَدَّفُ» بمثناة وتشديد الذَّال، وعند الجِرْجَانِيُّ: «فيتقصف» وهو المعروف، قاله القاضي، وقال الخَطَّابِيُّ: «يتقذف» تصحيف. والمحفوظ كما رواه البخاري فيما سبق: «فيتقصَّف» أي: فيزدحم ويسقط بعضهن (1) على بعض.
          (أَنْ نُخْفِرَكَ) بضم النُّون، أي: ننقض عهدك، يقال: أخفرت: نقضت العهد، وخفرت: وفيت به.
          (فَلَمْ تُكَذِّبْ قُرَيْشٌ بِجُوَارِهِ) بضم الجيم وكسرها، يعني: لم تردَّ جواره، وكلُّ من كذَّب بشيء فقد ردَّه.
          (الصَّحَابَةَ يَا رَسُولَ اللهِ) هو بالنَّصب بفعل مضمر، ويجوز الرَّفع خبر مبتدأ مضمر.
          (السُّفْرَةُ) طعامٌ يتَّخذه المسافر، ثمَّ نقل إلى الجلد للمجاورة، كالمزادة للرِّاوية، [والظعينة لمن في الهودج] (2) .
          (الجِرَابُ) بكسر الجيم على المشهور.
          (فَكَمَنَّا) «كمَن» بفتح الميم هي اللُّغة الفصحى، ويقال: بكسرها.
          (ثَقِفٌ) بكسر القاف من الثَّقافة، وهي (3) : الفطنةُ، وقيل: بفتحها، كقولهم: فلان صنع اليدين.
          (لَقِنٌ) أي: حسن التَّلقي لما يسمعه، وقيل: السَّريع الفهم.
          (فَيدَّلجُ) بتشديد الدَّال، أي: يسير سَحرًا.
          (يُكَادَانِ بِهِ) وروي (4) : «يكتادان» يفتعلان من الكيد، وهو فعل ما لم يسمَّ فاعله.
          (المِنْحَةُ) بكسر الميم، ويروى: «المنيحة» بفتح الميم وزيادة ياء؛ الشَّاة أو النَّاقة اللَّبون يمنحها الرَّجل صاحبه فيشرب لبنها ثمَّ يردُّها.
          (الرِّسْلُ) بكسر الرَّاء: اللَّبن.
          (والرَّضِيفُ ورضيفهما) بالضَّاد المعجمة: هو اللَّبن يغلى بالرُّضفة، وهي الحجارة المحماة، وقيل: أن تحمي الحجارة فتلقى في اللَّبن الحليب فتذهب وخامته.
          (حتَّى يَنْعق بِهَا عَامِرٌ) أي: يصيح بها ويزجرها.
          (والغَلَسُ) ظلام آخر اللَّيل.
          (رَجُلٌ مِنْ بَنِي الدِّيْلِ) بكسر الدَّال وإسكان الياء، هو عبد الله بن أُريقط.
          (قَدْ غَمَسَ) بفتح الغين المعجمة.
          (حِلْفًا) بكسر الحاء المهملة، أي: أخذ نصيبًا من عقدهم وحلفهم يأمن به، وكانوا إذا تحالفوا غمسُوا أيديهم في دمٍ أو خلوقٍ تأكيدًا للحلف، والحَلف بفتح الحاء مصدر حَلَفَ، وبالكسر: العهد بين القوم.
          (صُبْحَ ثَلاثٍ) نصب على الظَّرف.
          (رَأَيْتُ آنِفًا) أي: السَّاعة.
          (أَسْوِدَةٌ) شخوصًا.
          (والأَكَمَةُ) بالتَّحريك الكُدية.
          (فَحَطَطْتُ) بحاء مهملة للأَصِيْلِيِّ، أي: أَمكنت (5) أسفله وخفضت أعلاه؛ لئلَّا يظهر بريقه لمن بَعُدَ منه فَينذِرَ بِهِ وَيَكْشِفَ أَمْرَهُ، وبالخاء المعجمة للجمهور، أي: خفض أعلاه فأمسكه بيده وجرَّ زُجَّه على الأرض فخطَّها به غير قاصد لخطِّها؛ لكيلا يظهر الرُّمح إن أمسك زجه ونصبه.
          (فَرَفَعْهَا) يعني فرسه.
          (يُقَ‍رِّبُ) بتشديد الرَّاء المكسورة وقد تفتح: ضرب من الإسراع، / قال الأصْمَعِيُّ: وهذا التَّقريب أن ترفع يديها معًا وتضعهما معًا.
          (عُثَان) بعين مهملة مضمومة ومثلَّثة وآخره نون، أي: دُخان، وجمعه عَوَاثن على غير قياسٍ، ويُروى: «غبار».
          (فَاسْتَقْسَمْتُ بِالأَزْلامِ) هي أقلام كانوا يكتبون على بعضها: نَعم، وعلى بعضها: لا، وكانوا إذا أرادوا أمرًا استقسموا بها، فإذا خرج السهم الذي عليه «نعم» خرجوا، وإذا خرج الآخر لم يخرجوا، ومعنى الاستقسام طلب معرفة قسم الخير والشَّرِّ والنَّفع والضَّر.
          (سَاخَتْ) غاصت.
          (فَلَمْ يَرْزَآنِي) براء ثمَّ زاي، أي: لم يأخذا من مالي شيئًا ولم ينقصا.
          (قَالَ ابنَ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم لَقِيَ الزُّبَيْرَ فِي رَكْبٍ مِنَ المُسْلِمِينَ كَانُوا تُجَّارًا قَافِلِينَ مِنَ الشَّامِ، فَكَسَا الزُّبَيْرُ رَسُولَ اللهِ صلعم وَأَبَا بَكْرٍ ثِيَابَ بيض (6) ) قال الدِّمْيَاطِيُّ: لم يذكر الزُّبير بنُ بَكَّارٍ ولا أهل السِّيَّر أنَّ الزُّبير لقي رسول الله صلعم في طريق الهجرة قادمًا من الشَّام وكساهم، وإنَّما هو طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ.
          قال ابْنُ سَعْدٍ: لمَّا ارتحل النبي صلعم من الحرار في هجرته إلى المدينة لقيه طلحة بن عبيد الله من الغد جائيًا من الشَّام في عيرٍ، فكسا رسول الله صلعم وأبا بَكْرٍ من ثياب الشَّام، وأخبر النَّبيُّ صلعم أنَّ مَن بالمدينة من المسلمين قد استبطؤوا رسول الله صلعم ، فعجل رسول الله صلعم .
          (أَوْفَى) أي: قام في أعلاه.
          (مُبَيَّضِينَ) أي: مُبيضَّة ثيابهم، ويحتمل أن يريد مستعجلين، قال ابْنُ فَارِسٍ: خِمْس بائِصٌ: مستَعْجِلٌ، ويدلُّ له قوله: «يَزُولُ بهم السَّرَابِ»، ويحتمل أن يريد في وقت الهاجرة وشدَّة الحرِّ، وفي بعض النُّسخ بتشديد الضَّاد. و«السَّرَابُ»: أن ترى في شدَّة الحرِّ شيئًا كالماء، فإذا جئته لم تلقَ شيئًا.
          (هَذَا جَدُّكُمْ) بفتح الجيم، أي: صاحب جدِّكم وسلطانكم، أو يريد: هذا سعدكم ودولتكم.
          (حتَّى نَزَلَ بِهِمْ فِي بَنِي عَمْرٍو بْنِ عَوْفٍ) قيل: نزل على سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، وقيل: على كُلْثُوم بن الْهَدْمِ
          (وَأَسَّسَ المَسْجِدَ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى) ظاهره أنَّه مسجد بني عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وقيل: بل مسجد النَّبيِّ صلعم .
          (حتَّى بَرَكَتْ) بفتح الرَّاء.
          (وَكَانَ مربدًا لِلْتَّمْرِ لِسَهْل وَسُهَيْل غُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ) قيل: هما ابنا رافعٍ من بني غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فيما نقل أبو عُبَيْد في «النَّسب».
          وقوله: (فِي حِجْرِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ) ويُروى: «سَعْدُ»، وقال بعضهم: «في حِجْرُ مُعَاذٌ بْنُ عَفْرَاءَ»، رواه يَزِيْدُ عن جَرِيْرِ بْنِ حَازمٍ عن مُحَمَّدَ بْنِ سِيْرِيْنَ.
          (هَذَا الحِمَالُ لا حِمَالَ خَيْبَرْ) بحاء مهملة مكسورة، أي: هذا الحمل والمحمول من اللبن.
          (أَبَرُّ عِنْدَ اللهِ وَأَطْهَرُ) أي: أبقى ذُخرًا وأدوم منفعة، لا حِمَالَ خَيْبَر من التَّمر والزَّبيب والطَّعام المحمول منها الذي يُتغبط به حاملوه، والحمال والحمل واحد، ورواه الْمُسْتَمْلِي بالجيم، وله وجه، والأوَّل أظهر.
          (فَتَمَثَّلَ بِشِعْر رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ لَمْ يُسَمَّ) هو عبدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ.
          (قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَلَمْ يَبْلُغْنَا فِي الأَحَادِيثِ أَنَّ رسول الله صلعم / تَمَثَّلَ بِبَيْتِ شِعْرٍ تَامٍّ غَيْرَ هَذِهِ الأَبْيَاتِ) قد أُنكر عليه ذلك من وجهين:
          أحدهما: أنّه رَجَزٌ وليس بشعرٍ، ولهذا يقال لصاحبه: راجز لا شاعرٌ.
          وثانيهما: أنَّه ليس بموزونٍ.


[1] في غير [ب] : بعضهم.
[2] ما بين معقوفين زيادة من [ق] .
[3] في غير [ب] : قيل.
[4] في غير [ب] : يروى.
[5] في غير [ب] : أملتُ.
[6] في غير [ب] : بياض.