التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

باب مبعث النبي صلعم

           ░28▒ (باب مبعث النَّبيِّ صلعم ) (هو مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ) هذا لقبٌ، واسمه شيبة على الصَّحيح، وقيل: عامِرٌ.
          (ابْنِ هَاشِمِ) [لأنَّه هشم الثَّريد لقومه من المجاعة، واسمه عَمْرُو.
          (ابْنِ عَبْدِ مَنَافِ) اسمه المغيرة]
(1) .
          (ابْنِ قُصَيِّ) بضم القاف على تصغير قَصيٍّ، أي بعيد؛ لأنّه بَعُدَ عن عشيرته في بلاد قُضَاعة، واسمه زَيْدٌ.
          (ابْنِ كِلابِ) بكسر الكاف وتخفيف اللَّام، قيل: اسمه حَكِيْمٌ، ويقال: الحكيم، ويقال: عَمْرَةُ (2) ويقال: المُهَذَّبُ، عن ابْنِ سَعْدٍ، ولُقب كِلابًا لمحبَّته للصَّيد، وكان أكثر صيده بالكلاب.
          (ابْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ) بالهمز في الأكثر.
          (ابْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ) قيل: لقبٌ، واسمه قُرَيْشٌ، وقيل: بل هو اسمه.
          (ابْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إليَاسَ) بكسر الهمزة في أوَّله، كذا قيدَّه ابنُ الأنْبَاِريِّ وجعله موافقًا لاسم إلْيَاسَ النَّبيِّ صلعم ، وقال قاسمُ بْنُ ثَاِبٍت في «الدلائل»: إنَّه سمِّي بضدِّ الرَّجاء، واللَّام فيه للتَّعريف، والهمزة همزة وصل، وقال السُّهيْلِيُّ: إنَّه الصَّحيح.
          (ابْنِ مُضَرَ) ويقال له: مُضَرُ الحمراء، ولأخيه رَبِيْعَةَ الفرس، كان أبوهما أوصى لمضرَ بقُبَةٍ حمراء ولرَبِيْعَةَ بِفَرَسٍ.
          (ابْنِ نِزَارِ) بكسر النُّون.
          (ابْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ) كأن البخاريَّ اقتصر على هذا القدر لحديث رواه ابنُ سَعْدٍ في «الطَّبقات»:
          أخبرنا هشامُ يعني ابنَ الكَلْبِيِّ قال: أخبرني أبِيْ عن أبيْ صالحٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: أنَّ النَّبيَّ صلعم كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ أَدَدٍ ثمَّ يمسك، ثمَّ يقول: «كذب النّسّابون، قال الله تعالى: {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا}[الفرقان:38]»، وقال ابن عبَّاسٍ: لو شاء رسول الله صلعم أن يعلَمه لعلمه.
          وذكر أبو عُمَرَ بْنِ عَبدِ الْبَرِّ: قال خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ عن الكَلْبِيِّ عن أبيه عن أبيْ صالحٍ عن ابْنِ عبَّاسٍ قال: مِنْ مَعْدِّ بْنِ عَدْنَانَ إلى إسْماعيلَ ثلاثون أبًا، قال ابنُ عَبدِ البَرِّ: وليس هذا الإسناد ممَّا يقطع بصحته، ولكنه عمَّن علم الأنساب صنعته (3) .
          وقال السُّهَيْلِيُّ: الأصحُّ أنَّه قول ابنُ مَسْعُوْدٍ، وروي عن عُمَرِ، وقال: وأصحُّ شيء روي فيما (4) بعد عَدنانَ ما ذكره الدُّوْلَابِيُّ أبو بِشْرٍ من طريق مُوسى بْنِ يَعقوبَ بْنِ عبدِ اللهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَة َالزَمْعِيِّ عن عمَّتة عن أمِّ سَلَمَةَ عن النَّبيِّ صلعم أنّه قال: «مَعْدُ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ أدَدَ بْنِ زِنْدِ الثَّرَى بِنِ أَعْرَاقِ الثَّرَى» قالت أمُّ سَلَمَةَ: فَزِنْدُ هو الهُمَيْسَعُ، والثَّرَى هو نَبْتٌ، وأَعْرَاقُ الثَّرى: هو إسْماعيلُ؛ لأنَّه من إِبْرَاهِيْمَ وإِبْراهيْمُ لم تأكله النار كما أنَّ النار لا تأكل الثَّرى.
          قلت: أخرجه الحاكمُ في «مستدركه» من حديث خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا مُوسى بْنِ يَعقوبَ عن عمِّه الحارثِ بْنِ عبدِ الرَّحمنِ عن أُمِّ سَلَمَةَ، و أخرجه أيضًا مرة أخرى، فقال: عن عمه الحارثِ / بْنِ عبدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ عن أبيه عن أُمِّ سَلَمَةَ، وهذا أشبه.
          قال الدَّارقطني: لا يعرف زندٌ إلَّا في هذا الحديث، وزَنْدُ هو ابْنُ الجَون، وهو أبو دُلامَةَ الشَّاعر.
          وقال السُّهَيْلِيُّ: قوله: الثَّرى بن إسماعيل من الانتساب إلى الجدِّ البعيد لا أنَّه ابنه لصلبه؛ لأنَّه لا خلاف في بُعد المدَّة بين عَدنانَ وإِبْراهيمَ، ويستحيل أن يكون بينهما أربعة آباء إلى سبعة.


[1] ما بين معقوفين زيادة من [ف، ق] .
[2] في غير [ب] : عروة.
[3] في غير [ب] : والأنساب صعبة.
[4] في غير [ب] : فيما روي.