التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

معلق موسى بن مسعود: صالح النبي المشركين يوم الحديبية

          2700- (وأن لاَ يَدْخُلَهَا إلَّا بِجُلُبَّانِ السِّلاَحِ السَّيْفِ وَالقَوْسِ وَنَحْوِهِ) كذا وقع مفسرًا هنا، وهو مخالف لقوله في السياق السابق: «فسألوه ما جلبان السلاح ؟ فقال: القراب بما فيه» وهو الأصوب (1) ، قال الأزهري: الجُلُبَّان: يشبه الجراب من الأدم يضع فيه الراكب سيفه مغمودًا ويضع فيه سوطه وأداته ويعلقه من آخر الرحل أو وسطه، وقال ابن قتيبة: لا أُراه سمي بذلك إلا لخفائه.
          (يَحْجُلُ) بحاء مهملة ثم جيم مضمومة، والحجل: أن يرفع رجلًا ويقف على الأخرى من الفرح، وقد يكون بالرجلين كمشي المقيد.
          (بِجُلُبِّ السلاح) بضم الجيم واللام / وتشديد الباء جمع، قال القاضي: ولعله بفتح اللام جمع جلبة وهي الجلدة التي تغشى القتب.


[1] قال محب الدين البغدادي: ويكون تفسيره هنا من باب مجاز الحذف، فعبر عن الظرف بالمظروف؛ أي: بما في جلبان السلاح بالسيف والقوس. اهـ. قال ابن حجر رحمه الله: ليس بينهما تخالف لأن المراد بقوله: «السيف ونحوه» تفسير السلاح لا تفسير الجلبان، والمعنى أنهم اشترطوا أن لا يدخل عليهم إلا ببعض السلاح، ويكون ذلك البعض في قرابه.