التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: يتركون المدينة على خير ما كانت

          1874- (تَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ) بتاء الخطاب، ومراده غير المخاطبين، لكن من أهل المدينة أو نسلهم.
          (عَلَى خَيْرِ مَا كانت) يعني: أعمرها وأكثرها ثمارًا.
          (لاَ يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِي) أي: لا يسكنها ولا ينزلها إلا الطير والسباع، واحدها عافية، وهي التي تطلب أقواتها، والمذكر عافٍ.
          (وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ) أي: آخر من يموت فيحشر؛ لأن الحشر بعد الموت، ويحتمل أن يتأخَّر حشرهما لتأخير موتهما، ويحتمل آخر من يحشر إلى المدينة، أي: يساق إليها كما في لفظ رواية مسلم.
          وفي كتاب العقيلي: «هما عاقبا هذه الأمَّة وآخرها حشرًا، وهما ينزلان بجبل من جبال العرب يقال له: ورقان».
          (مِنْ مُزَيْنَةَ) أي: يُسَاقُ، وذلك قرب قيام الساعة وصعقة الموت.
          (يَنْعِقَانِ) بكسر العين وفتحها، أي: يصيحان، والنعيق: زجر الغنم.
          (فَيَجِدَانِهَا وَحوشًا) أي: يجدان أهلها وحوشًا، وقال ابن الجوزي: الوَحوش بفتح الواو، والمعنى أنَّها خالية، ويروى: «وحشًا»، أي: كثيرة الوحوش لما خلت من سكانها، والضمير في «يجدانها» للمدينة، وقيل: إنه عائد إلى الغنم، أي: صارت هي وحوشًا.