التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: من لم يكن منكم معه هدي فأحب أن يجعلها عمرةً فليفعل

          1560- (مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بموحدة وشين معجمة.
          (وَحُرُمِ الْحَجِّ) بضمهما، كذا لهم، وضبطه الأصيلي بفتح الراء كأنه يريد الأوقات والمواضع أو الحالات.
          (بِسَرِفَ) بفتح السين / وكسر الراء وفتح الفاء غير منصرف لتأنيث البقعة والتعريف: مكان مَقيل على عشرة أميال من مكة.
          (وَمَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ فلا) فيه حذف، أي: فلا يجعلها عمرة.
          (يَا هَنْتَاهْ) أي: يا هذه، وتفتح النون وتسكن، وتضم الهاء الأخيرة وتسكن، أصله من الهن يكني به عن النكرة كشيء، والأنثى هنة، فإذا أوصلتها بالهاء قلت: يا هنتاه، وأصل هائه السكون؛ لأنها للسكت لكنهم قد شبهوها بالضمائر وأثبتوها في الوصل وضموها، وقيل: معناه يا بلهاء عن مكابدة الناس.
          (فَلاَ يَضُيرِك) أي: لا يضرك، يقال: ضاره يضيره، وضره يضره.
          (فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَكِيهَا) الياء لإشباع كسرة الكاف.
          (فِي النَّفْرِ الآخِرِ) النفر بإسكان الفاء: القوم ينفرون من منى، ومعنى النفر الانطلاق والرجوع، والآخِر بكسر الخاء.
          (الْمُحَصَّبَ) بميم مضمومة وحاء وصاد مهملتين، والصاد مشدَّدة: موضع بقرب مكة.
          (فَإِنِّي أَنْظِرُكُمَا) بكسر الظاء، أي: أنتظركما.
          (حَتَّى تَأْتِيَانِ) بتخفيف النون، وأصله تأتياني فحذفت الياء تخفيفًا وكسرةُ النون تدل عليه.
          (حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ وَفَرَغْتُ) قال القاضي: كذا وقع في النسخ من كتاب البخاري، قال بعضهم: لعله فرغت وفرغ؛ يعني أخاها (1) ، وبعده أفرغتم، وفي أول الحديث: «ثم افرغا، ثم ائتيا».
          (ثُمَّ جِئْتُهُ بِسَحَرَ) بفتح الراء، أي: من ذلك اليوم فلا ينصرف للعلمية والعدل، نحو جئته يوم الجمعة سحر. (2)
          (فَآذَنَ بِالرَّحِيلِ) قيل: بالمد والتخفيف، أي: أعلم، يقال: آذنته، أي: أعلمته، وقيل: بالتشديد.


[1] قال محب الدين البغدادي: ويحتمل أنها أرادت من قولها: «فرغت» الأولى فراغها من طواف عمرتها، ومن قولها: «فرغت» الثانية فراغها من السعي بين الصفا والمروة، وهذا احتمال قوي يوافق ما صحت به الرواية، فهو أولى من نسبة إحدى اللفظتين إلى الغلط.
[2] قال محب الدين البغدادي: لأنه معدول عن السَّحَرِ بالألف واللام العهدية؛ إذ المراد به سحر ليلتك، قال الجوهري: وهو معرفة وقد غلب عليه التعريف بغير إضافة ولا ألف ولا لام، كما غلب ابن الزبير على واحد من بنيه، وجوَّزَ شيخنا جره إذا أريد به نكرة.