روح التوشيح على الجامع الصحيح

باب: العين حق

          ░36▒ [بَابٌ: العَيْنُ حَقٌّ]
          (الْعَيْنُ حَقٌّ): فهي نظرٌ باستحسان مَشُوْب بحسدٍ من حيث الطَّبع يحصلُ لمنظور منه. قال بعضُهم: وإنَّما يحصل ذلك من سمٍّ يطير من عين عائنٍ بالهواء إلى بدنِ المعيون، ونظيره أنَّ الحائضَ تضعُ يدهَا بلبن فيفسد، وإذا وضعتَه بطهرها لم يفسدْ، وأنَّ الصَّحيح ينظرُ في عين أرمدٍ فيرمدُ ويتثاءبُ واحدٌ بحضرتهِ فيتثاءب.
          قلت: الصَّحيح أنَّه لا يشترطُ به حسدٌ ولا وقوع نظرهِ عليه، فله كثيراً يعينُ المرء نفسه وماله وولده وأهله، ومن غابَ عنه فقد شاهدتُ كلَّ ذلك لا محالةَ، فسبحان من هو خالق كلِّ شيءٍ بلا شريك له في شيءٍ ما إيجاداً وإعداماً، فربط أسباباً لكل يحدثه عنده.