روح التوشيح على الجامع الصحيح

الفرقان

          ░░░25▒▒▒ [سورَةُ الْفُرْقَانِ]
          ({مَدَّ الظِّلَّ}: مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ لطُلُوعِ الشَّمْسِ): قال ابنُ عطيَّة: تظاهرت أقوال المفسرين بهذا، وبه نظرٌ، فإنَّه لا خصوصيَّة لهذا الوقت بذلك لوجودهِ بكلِّ النَّهار.
          فأُجيب: بأنَّ مراده ظلٌّ تُزيله شمس لقوله بعد: {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً} [الفرقان:45]، وهو مخصوصٌ بهذا الوقت.
          قلت: بل للزَّوال فإنَّه يمتدُّ قبل طلوعها بكلِّ الأرض فيقبضه قبضاً يسيراً بحسب طلوعها بكلِّ الأرض، ويبقى ظلُّ الأشخاص الطَّويلة فيقبض يسيراً للزَّوال، فيقع به مد كان قبضاً قبل زوال، فربَّما لم يقبض بمحلات إلَّا بعد زوال، فيمتدُّ كذلك فلتنتبه له.