روح التوشيح على الجامع الصحيح

حديث أبي هريرة: كان رجل يسرف على نفسه

          3481- (ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ): بضم نقط ذاله فشد راء.
          (لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ بِشَيْءٍ لَيُعَذِّبَنِّي): لـ((كش)): <ربي>.
          قال ((طب)): قد يستشكلُ هذا فيقال: كيف يغفرُ له وهو منكرٌ للبعث والقدرة على إحياء الموتى؟
          فأُجيب: بأنَّه لم ينكره، وإنَّما جَهِلَ، فظنَّ أنَّه إذا فعل به ذلك لا يعادُ فلا يُعَذَّب، أو معنى قدر: ضيق، أو غلب عليه جزعٌ من شدَّة خوفه، فدهشَ / فلم يتأمَّل ما يقوله.
          (فَأَمَرَ اللَّهُ الأَرْضَ فَقَالَ: اجْمَعِي...إلخ): قال ابن عقيل: هو إخبارٌ عمَّا سيقع له يوم القيامة، وغيرُهُ: أنَّه خاطب بذلك روحَه وهو منافٍ لذكر الجمع.
          قلت: إذ روحه لم يقع لها حرقٌ ولا ذرٌّ ولا إتلاف إذًا فالحقُّ ما قبلَه، كقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيْسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءَأَنْتَ قُلْتَ} [المائدة:116]...إلخ.