-
مقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلعم
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الصلاة
-
كتاب العيدين
-
أبواب سجود القرآن
-
كتاب فضل الصلاة
-
كتاب الجنائز
-
كتاب الزكاة
-
كتاب الحج
-
كتاب الصوم
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
كتاب الاستقراض
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب المظالم
-
كتاب الهبة
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
باب ما يجوز من الشرط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
كتاب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
- كتاب المناقب
-
كتاب فضائل الصحابة
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأشربة
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب الأيمان
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب الديات
-
كتاب المرتدين
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب الاعتصام
-
كتاب التوحيد
3620- وفيه حديث ابن عباس ☺: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: «لَوْ سَألْتَنِي هَذِهِ القِطْعَةَ مَا أعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ تَعْدُو أمْرَ اللهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللهُ».
أي: قال لمسيلمة، ومعنى (لئن أدبرت ليعْقِرنَّك الله): لئن أعرضت عن الإسلام الذي جئت لأجله ليغلبنك الله، وقد جاء التركيب على طريقة الاستعارة التمثيلية، إذ شبه الهيئة الحاصلة من إعراضه عن الإسلام بعد اقترابه منه ووشكه عليه ظانًّا نفسه ناجيًا، ثم إيقاع الله إياه في يد المسلمين، / بهيئة حمار الوحش حين يعرض للقنَّاص فيكاد يقع في سوطه ثم يدبر حين يلوح له الصائد فيرميه الصائدُ برمحه فيعقره فيحبسه عن السير ويمسكه.
وقد حذف بعض أجزاء المركب الدال على الهيئة المشبه بها كما هو الشأن في التمثيلية غالبًا اكتفاء بمعظم أجزائه، وهما الإدبار والعقر؛ إذ لا إدبار في الحقيقة، والعقر: قطع قائمة من الوحش، قال تعالى: {فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ} [الأعراف:77] ، وقال امرئ القيس:
تقولُ وقَدْ مالَ الغبيطُ بنَا معًا عَقَرْتَ بعيري يا امرَأَ القَيْسِ فانْزِلِ
والتشبيه بأحوال حمار الوحش فاش في كلام البلغاء والشعراء، قال الله تعالى: {كأنَّهُم حُمُرٌ مسْتَنْفَرَةٌ. فَرّتْ مِنْ قَسْوَرةٍ} [المدثر:50-51] .
ولما غفل الشارحون عن هذا التمثيل لم يفسروا موقع: (ليعْقِرَنَّك الله) تفسيرًا رشيقًا، وإسناد العقر إلى الله؛ لأنَّ الله هو المدافع عن دينه {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الحج:38] ، وهو كقوله تعالى: {وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} [النور:39] .
وقريب من هذا التمثيل المكني قوله تعالى حكاية عن فرعون: {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى} [النازعات:22] ، فهو وجه اختيار فِعلَيْ أَدْبَرَ وَيَسْعَى.
وَلَيْسَ المراد تشبيه مسيلمة بحمار وحش على طريقة الاستعارة المكنية.
وذكر العقر تخييل؛ إذ لا رشاقة في تشبيهه بذلك على الانفراد.
وذلك مِمَّا يمنع اعتبار الإفراد في التَّشبيه، ويعيِّن اعتبار التمثيل كقول التنوخي:
كَأَنَّمَا الْمَريخُ والمشترِي قُدّامَه في شامخِ الرِّفعة
منصرفٌ بالليل مِنْ دعوةٍ قَدْ أُسْرِجَت قُدامَه شمعة /
إذ لو قيل: شبه المريخ بمنصرف عن دعوة بدون ملاحظة كون المشتري قدامه لما حَسُن ذلك.