النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح

باب نسبة اليمن إلى إسماعيل

          ░4▒ باب نِسْبَةِ الْيَمَنِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ
          مِنْهُمْ أسْلَمُ بنُ أَفْصى بنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرو بنِ عَامِر مِنْ خُزَاعَةَ.
          جزم البخاريُّ بأنَّ أسلم من بني إسماعيل ◙؛ لأنَّه دلَّ عليه الحديث المخرج هنا، وهو قول النَّبيِّ صلعم لقوم من أسلم يتناضلون: «ارموا بني إسماعيل»، فهذا قاطع في أنَّهم من بني إسماعيل، وأنَّ أسلم كانوا من عرب اليمن، فهم عدنانيون وليسوا بقحطانيين، فقول البخاريِّ: (نسبة اليمن إلى إسماعيل) أراد بِهِ نِسْبَةَ بَعْضِ أَهْلِ اليَمَن؛ إِذْ لا دَليل على أَنَّ جميع عربِ اليمن من ذريَّة إسماعيل ◙.
          هذا وإنَّ بعض قبائل العرب العدنانية قد نزلوا بسروات اليمن مثل أنمار وخثعم وبُجَيْلة فعُدُّوا في اليمانية بالجوار.
          وأما سياقة نسبهم، فالمعروف أنَّهم من أسلم بن أفصى بن عامر بن قمعة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدِّ بن عدنان.
          والظَّاهر أنَّ ذكر حارثة بن عَمْرو هنا غير جار على المعروف في سياقة النسب؛ لأنَّ حارثة هو ابن عَمْرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس. وهذا نسب قحطاني، على أنَّ في ذكر بعض الآباء في النسبين العدناني والقحطاني اختلافًا كثيرًا واضطرابًا؛ ولذلك وقع الخلاف / في قبائل كثرة منهم خزاعة، والصحيح أنَّهم عدنانيون، ومنهم قضاعة وفيهم خلاف قويٌّ.