الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: كان النبي يصلي الظهر بالهاجرة والعصر والشمس نقية

          560- (وَجَبَتْ): فاعلُ (وَجَبَ) مستترٌ، وهو الشَّمْسُ.
          (أَبْطَؤُوا): هو بوزنِ (أَحْسَنُوا).
          قال الكِرمانيُّ: (والجملتانِ الشَّرطيَّتانِ في محلِّ النَّصبِ حالانِ مِنَ الفاعلِ، أي: يصلِّي العشاءَ معجِّلًا إذا اجتمعوا، ومؤخِّرًا إذا تباطؤوا، ويَحتمل أنْ يكونا مِنَ المفعولِ، والرَّاجعُ إليه محذوف، إذ التَّقدير: عجَّلها وأخَّرها).
          (وَالصُّبْحَ _كَانُوا أَوْ_ كَانَ النَّبِيُّ صلعم يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ): قال ابن الملقِّن: (المعنى: كانوا معه مجتمعينَ أو لم يكونوا مجتمعينَ، فإنَّه ╕ كان يصلِّيها بِغَلَسٍ، ولا يفعلُ فيها كما يفعلُ في العشاءِ، وإنَّما كانَ شأنُه التَّعجيلَ فيها أبدًا، وهذا مِنْ أفصح الكلامِ، وفيه حذفانِ كما نبَّه عليه ابنُ بطَّالٍ: حذفُ / خبرِ «كانَ»، وهو جائزٌ، كحذفِ خبرِ المبتدأِ، كقولِه تعالى: {وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} [الطلاق:4]، أي: فَعِدَّتُهُنَّ مثلُ ذلكَ ثلاثةُ أشهُرٍ، وحذف الجملةِ الَّتي هيَ الخبرُ؛ لدلالةِ ما سلفَ عليه.
          وقوله: «أَوْ»: يعني: لم يكونوا مجتمعينَ، حَذَفَ الجملةَ الَّتي بعدَ «أَوْ» مع كونِها مقتضيةً لها، التَّقديرُ: أَوْ لم يكونوا مجتمعينَ، كما قلناه، ويصحُّ _كما قال ابنُ التِّينِ_ أنْ تكونَ «كَانَ» هنا تامَّةً، فتكونُ بمعنى: الحضورِ والوقوعِ، ويكونُ المحذوفُ ما بعدَ «أَوْ» خاصَّةً) انتهى.
          وقال الحافظُ رشيدُ الدِّينِ العطَّارُ: (وقد جاءَ لفظُ هذا الحديثِ في «مسلمٍ» [خ¦646]: «والصُّبحَ كَانُوا أَوْ قَالَ: كانَ(1) النَّبيُّ صلعم يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ»، وظاهرُ هذا اللَّفظِ يقتضي أنَّه شَكٌّ مِنَ الرَّاوي، فإنْ كانَ كذلك فيحتاجُ إلى تقديرٍ آخرَ غير ما ذكرَه ابنُ بطَّال). /


[1] (كان): سقط من (ب).