الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: الصلاة على وقتها

          527- (عَلَى وَقْتِهَا): إنْ قلتَ: لفظُ التَّرجمةِ باللَّامِ، والظَّاهرُ يقتضي (في)[27أ] لأنَّ الوقتَ ظرفٌ لها؟
          قلتُ: عندَ الكوفيَّةِ حروفُ الجرِّ يُقام بعضُها مُقام بعضٍ، وأمَّا عندَ البصريَّةِ، فاستعمالُ (على) هو بالنَّظرِ إلى إرادةِ الاستعلاءِ على الوقتِ، والتَّمكُّنِ على أدائِها في أيِّ جُزْءٍ مِنْ أجزائِها.
          وأمَّا اللَّامُ فهو مثلُ اللَّامِ في قولِه تعالى: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق:1]، أي: مستقبِلاتٍ لِعِدَّتِهِنَّ، وفي قولِهم: (لقِيتُه لِثلاثٍ بَقِينَ مِنَ الشَّهْرِ)، وتُسمَّى بلامِ التَّأْقِيتِ والتَّأريخِ.
          وقال الزَّركشيُّ: («لِوَقْتِهَا»: اللَّامُ للتَّأْقِيتِ بمعنى: عندَ، كقولِه تعالى: {لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} [الإسراء:78]). /
          (ثُمَّ أَيُّ؟): هو غيرُ منوَّنٍ؛ لأنَّه موقوفٌ عليه في الكلامِ، والسَّائلُ ينتظرُ الجوابَ، والتَّنوينُ لا يُوقَفُ عليه، فتنوينُه ووصلُه بما بعدَه خطأٌ، فيُوقَفُ عليه وَقفةً لطيفةً، ثمَّ يأتي بما بعدَه، نبَّه عليه الفاكهيُّ.
          وقال أبو الفرَجِ: (هو بالتَّشديدِ والتَّنوينِ، كذا سمعتُه مِن ابنِ الخشَّابِ، وقال: لا يجوزُ إلَّا تنوينُه؛ لأنَّه اسمٌ معربٌ غيرُ مضافٍ).
          وسيأتي في أوَّلِ (الجهادِ) [خ¦2782]، وسيأتي الكلامُ أيضًا على (أيُّ) في حديثِ: (أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟) [خ¦4477].