الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث شقيق: كنت جالسًا مع عبد الله وأبي موسى

          347- (أَمَا كَانَ): الهمزةُ فيه إمَّا مقحمةٌ، وإمَّا للتَّقريرِ، وإمَّا نافيةٌ على أصلها، وعلى التَّقديرينِ الأَوَّلَينِ وقعَ جوابًا لـــ(لَوْ)، أمَّا على تقديرِ الإقحامِ؛ فإنَّ وجودَه / كعدمِه، وأمَّا على التَّقريرِ؛ فإنَّه لم يبقَ على معنى الاستفهام الَّذي هو المانعُ مِنْ وقوعِه جزاءً للشَّرطِ، والقولُ مقدَّرٌ قبل (لَو)، وحاصلُه: يقولون: لو أجنبَ رجلٌ ما تيمَّمَ، فكيف تَصنعون...؟ وعلى التَّقدير الثَّالث وقع جوابًا لـــ(لَوْ) بتقديرِ القولِ، أي: لو أجنبَ رجلٌ يُقالُ في حقِّهِ: أَمَا يتيمَّم؟ ويَحتملُ أنْ يكونَ جوابُ (لَوْ): (فَكَيْفَ تَصْنَعُونَ؟).
          (تَمَرَّغُ): مرفوعٌ محذوفُ إحدى التَّاءينِ.
          (بَعَثَنِي أَنَا وَأَنْتَ): أكَّدَ الضَّميرَ المنصوبَ(1) بالمرفوعِ، وإنْ كان المعطوفُ في حكمِ المعطوفِ عليه فهو أيضًا تأكيدٌ له، وكانَ القياس أنْ يقولَ: بعثني إيَّايَ وإيَّاكَ، إلَّا أنَّ الضَّمائرَ تجري بينها المقارضةُ.


[1] في (ب): (بالمنصوب).